أيمن نور

إلا البنزين يا مشير!!

الجمعة، 20 يناير 2012 07:48 ص


من يشعل النار فى من؟! أشتم من أزمة «البنزين» رائحة المجلس العسكرى، وطريقة تفكير قياداته، ومستشاريه!!
فقد كان حلاً لأزمة فبات هو الأزمة التى نبحث عن حل لها؟! وهو يختلق تعقيدات للحل.
للمجلس العسكرى طريقة خاصة فى إثارة الجروح التى يزعم أنه يسعى لشفائها.
عدالة المجلس العسكرى أبشع من ظلمه، وحياده أظلم من انحيازه، وحلوله أعقد من المشاكل التى يزعم حلها!!
خطابه هدر للدم!! ومخاطبته هدر للوقت، والعقل!! قل ما تشاء وهو يفعل ما يريد!!
دمنا سال على طريق السعى لعدالته، ووقتنا ضاع «عاما» ونحن ننتظر إصلاحه ونصفته، والطريقان موصودان.
كنا نعتقد أنه ليس لوجوده - مؤقتاً - بد، ويجزم هو دائماً أنه ليس من عدواتنا وإقصائنا بد!
شهور لم نفق فيها من هذا الحلم، والوهم، ولا هو تخلى عن الاستعلاء! والكراهية! والانفرادية!
لم يجدوا فى ثورتنا سوى همجية عليهم سحقها بهمجية القوة، ولم يجدوا فى تسامحنا إلا سبباً للمزيد من العنف، والدم واغتيال الحقوق، وتقييد الحريات، وتحقيق المكاسب، والضمانات!
لا أحد يفهم إلى متى يمكن أن نصبر، إلى متى يمكن أن يبقى الضحية قاتلاً، من دون أن يقتل؟
إلى متى يبقى المسامح المسالم، بلطجياً، أو محرضاً، أو إرهابياً؟! من دون أن يحرض أو يرهب؟!
ألم يفكر المجلس العسكرى، وهو يشيطن الثورة، فى عيون الناس، أن وجوده الآن هو بفعل هذا الشيطان؟
ألم يفهم، ماذا يمكن أن يختار المخير، بين خيار شيطنة الثورة، وإجهاضها غير خيار شمشون فى المعبد؟!
ألا يدرك المجلس، أن الثورات اندفعت عندما دفعت الشعوب إلى القاع وتجبر حكامها عليها!
ليس شرط هذه النبوءة، أن تقع الثورة فور وقوع الظلم، فللظلم فى بلادنا مدة حضانة بطيئة، لكنها تلد بالتراكم عضباً ووجعاً إنسانياً، ألم يفهم الجلس بعد الدرس؟!
ألم يفهم المجلس أن استغلاله الآن لضعف الثورة، ربما يكون هو سر قوتها غداً؟!
ليس صحيحاً أن الناس سيزيد حنقها وغضبها على الثورة إذ لم تجد البنزين فى المحطات.
لا الثورة ولا رموزها ولا شبابها هم الذين ينتجون النفط، أو يملكون قرار توزيعه أو تعطيش منافذ التوزيع.. ليس منا من يصدر الغاز بينما يعلم الجميع حقيقة هذه الصفقات التى يحاكم من أجلها مبارك، والجريمة مازالت مستمرة.
إلا البنزين ورغيف الخبز، فالعبث بهما يجعل الجميع برسم الإصابة والمصيبة!
الحكام يسقطون فى دول العالم «المتقدم» عبر الانتخابات، وفى بلادنا لا يسقط أحد إلا بفعل الفقر والتجويع والتموين!
لا أهون من أسباب الغضب - المشروع - الأخرى بفعل التأخر فى العدالة والتدهور فى الخدمات، لكن ساعة الجد لا يقصف رقبة الحكام والحكومات، إلا العبث فى رغيف الخبز والبنزين!
احذروا فأنتم تشعلون النار.. لكن فى ثيابكم..


أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة