جيهان فوزى

وطن يستغيث

الإثنين، 02 يناير 2012 09:55 م


لو يقتلون مثلما قتلت..
لو يعرفون أن يموتوا.. مثلما فعلت
لو أن مدمنى الكلام فى بلادنا
قد بذلوا نصف الذى بذلت
لو أنهم من خلف طاولاتهم
قد خرجوا.. كما خرجت أنت
واحترقوا فى لهب المجد كما احترقت
يا أشرف القتلى على أجفاننا أزهرت
الخطوة الأولى إلى تحريرنا..
أنت بها بدأت ..
يا أيها الغارق فى دمائه
جميعهم كذبوا.. وأنت قد صدقت
جميعهم هزموا..
ووحدك انتصرت
*****

قالها الشاعر الراحل نزار قبانى فى رثاء الشهيد، وأقولها هنا فى رثاء وطن.. وطن ما زال يئن وينزف وهو يودع عاما كانت بدايته صرخة ألم، جزعنا لهول مصابه، وانتكاساته المتتالية، وطن تحرقه الفتن، وتشتت صفوفه الصراعات، حقا جميعهم كذبوا، ووحده الشهيد من صدق!

كان الشهيد هو الثابت الوحيد، وكل ما انبثق من رحم الأحداث التى توالت قابلة للتشكيك، انصرف عنا عاما غلفته الأحزان، وأهدرت إنجازاته الصراعات والخصومات التى كادت تفتك بكل مكتسباته، يكفى أن يلاحقنا أعلام الفضائيات بكل صخبه وتشويقه المضلل فى كثير من الأحيان، ليخرجنا من دائرة اليقين إلى دوامة الشكوك والتخبط، يكفى أن ننشغل بترهات لا تقدم شيئا للوطن، غير أنها تخصم من رصيد نجاحات كان يمكن لها أن تشق طريقها وسط الأشواك، إذا خلصت النوايا وتطهرت القلوب من خطايا المصالح الفئوية الضيقة.

يكفى أن نعقد العزم على البناء والتنمية، لا إهدار طاقتنا بالاشتباكات والمشاحنات والتجاذبات التى لاطائل منها، سوى المزيد من الضغائن وبث الفرقة والتشرذم، فالأزمة الاقتصادية الطاحنة التى ستواجه عامنا الحالى مخيفة تستدعى منا الهمم وإعمال العقل ولغة الحوار والتسامح واستدراك الأخطاء، حتى نرتقى ونحقق الأهداف التى من أجلها أريقت الدماء، وسقط الشهيد تلو الشهيد، حتى لا يشعر الشهداء بأن تضحياتهم ذهبت هباء، ليرقدوا فى سلام.. سلام نصنعه بإرادة التحدى التى كانت مشعة منذ انطلاقة ثورة 25 يناير المجيدة، لا نريد أن نطفئ شمعة الحرية التى ناضلنا من أجلها وضحينا بالغالى والنفيس، لا نريد أن ينحرف المسار بعد أن كانت الوحدة هى المحرك لأى إنجاز حققناه، المرحلة المقبلة بحاجة إلى شحذ العقول والقلوب للارتقاء بالوطن الذى أنهكته الصراعات، ومازال يئن ويبحث عن الاستقرار الذى فقدناه، وأصبحنا نتوق لكل لحظة أمان نبحث عنها ولا جدها، لأننا ببساطة ضللنا الطريق!!

الشهداء هم شرارة البدء، والخطوة الأولى نحو الحرية، وعلينا أن نكمل المشوار بعيدا عن التزيد والازدراء، فليكن شعارنا ونحن فى مستهل عام غامض.. البناء ثم البناء ثم البناء..


أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة