صلاح سعد يكتب: عيش وعدالة اجتماعية وبينهما حرية

الخميس، 19 يناير 2012 01:10 م
صلاح سعد يكتب: عيش وعدالة اجتماعية وبينهما حرية صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عبقرى من اختار شعار الثورة المصرية، فالعيش يجىء فى قاعدة هرم الاحتياجات الإنسانية، فمن لا يملك رغيفه لا يملك حريته وإن كان فى وطنه ووسط ناسه، بل لن تكون لديه رفاهية التفكير فى معنى الحرية وبلا مزايدات أو انتقاص من قدر الشعب المصرى، فإن مسألة الحرية ربما لا يفكر فيها بمعناها الواسع بل إن الحرية بالنسبة له هى القدرة على الوفاء باحتياجات من يعول، فهو ليس من النشطين السياسيين ليكون لديه ثأر مع مباحث أمن الدوله، ولا هو من البلطجية والمسجلين ليكون له مشكلة مع رؤساء المباحث، والفئتان السابقتان لا تمثلان أكبر تقدير خمسة فى المئة من تعداد الشعب أما الباقى فربما تنحصر علاقته بأقسام الشرطة فى استخراج بطاقة أو مشكلة طارئة يحاول حلها بالتراضى سواء مع جار أو قريب.

كنا دائما ماننعت الشعب المصرى بالخنوع والخضوع وأنه قد تمرس على الاستعباد وأصبحت كرياته تجرى فى دمائه، ربما كنا ظالمين، وربما وهذا هو الأرجح أن الأنظمة السابقة على نظام حسنى مبارك بل ونظام حكم مبارك ذاته فى العشرين سنة الأولى من حكمه كانوا يتركون مساحة من الستر لقطاعات عريضة من الشعب، فهناك عقد ربما يكون غير مكتوب ارتضاه الطرفان وفر لى رغيف عيش ربما لا يكفى، وقرص دواء ربما لا يشفى ومكان فى مدرسة ربما لا تعرف التعليم، ولك أن تتكلم باسمى وتفعل ما شئت نيابة عنى، وكان نقض العهد من طرف واحد منتهى الفجر والغباء السياسى، فقد انحاز النظام للرأسمالية الشرسة واستئثار فئة قليلية بكل عوائد وخيرات البلد، مع احتفاظه بحق الوكالة عن شعب لا تجد الغالبية العظمى منه، وإن دارت كالثور فى الساقية ليل نهار ما يقيم أودها ظنا منهم أنهم قد ماتوا ولن تقوم لهم قائمة، حتى كان الزلزال الذى زلزل عروشهم.

لذا تخطئ القوى السياسية على تعددها واختلاف أطيافها إذا ظنت أنها التى أنجحت الثورة، ربما يكونوا اشعلوا فتيلها ولكن بكل تأكيد من أجج نيرانها وجعل النظام البوليسى القمعى يختل توازنه وتميد الأرض من تحت أقدامه ويفقد السيطرة بل وجعل الأجهزة السيادية والجيش نفسه مجبرين على تقبل ما حدث هو نزول ستة عشر مليونا إلى الشارع، طوفان هادر أجبر الجميع على التسليم بالأمر الواقع.

وبمطالعة البرامج الاقتصاديه لكافة الأحزاب والقوى السياسية التى طفت على السطح بعد الثورة على اختلاف مسمياتها وتوجهاتها نجد أنها تكاد تكون واحدة نقل مسطرة وتخطئ خطأ النظام السابق وتعبد عجل الرأسمالية المقدس والذى لن يفى بمتطلبات الملايين التى نزلت إلى الشوارع بعد أكبرعملية تجريف ونهب لمقدرات البلد جعلت ملايين من المصريين على المحك بين الجوع والثورة على الجميع، لذا لابد أن يدرك أيا من كانت ستفرزه الانتخابات لمجلسى الشعب والشورى بل ورئيس الجمهورية نفسه بعد أن يشربوا نخب الانتصار – ولو كان شربات ورد - وبعد أن تنفض سرادقات التهانى وترفع الزينات ألا تأخذه السكرة لأن الحساب سيكون أقسى مما يتصور وليعلم الإسلاميون أن إدارة جمعية خيرية تقوم على الصدقات والزكاة وموائد الرحمن، لن تقيم اقتصاد دولة ولن تفى بمتطلبات شعب عانى طويلا ولم يعد لديه قدرة على الصبر، وأنه لن يأكل شعارات وأن كانت ملتحفة برداء الدين.

أيها السادة القادمون، أيا من كنتم إنكم فى اختبار قاس، والوقت ليس فى صالحكم، فالشعب فاض به الكيل ولن يصبر طويلا فإذا لم تتضح بوادر نهضة اقتصادية تحقق تطلعات الملايين فلن تكملوا فترتكم، وأن كانت أربعة سنوات فقط، فالمارد خرج من القمقم ولن يجبره أحد على العودة إليه مرة أخرى، وأرجو ألا تكون الثورة القادمة دموية.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة