مصطفى كمشيش يكتب: مصر.. هل أصبح الصبح؟

الأربعاء، 18 يناير 2012 10:36 م
مصطفى كمشيش يكتب:  مصر.. هل أصبح الصبح؟ الشاعر العربى الكبير محمد الفيتورى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حفظ القرآن الكريم فى سن مُبكرة، ودرس فى الأزهر الشريف، قال منذ سنين، وتحديدا فى 1964م أبياتا من الشعر ممزوجة بدماء الشهداء، إنه الشاعر السودانى الكبير (محمد الفيتورى) حين تغنى لما تحرر من أفريقيا، وتطلعا لما لم يتحرر بعد من قيود العبودية والاستعمار، ورأيت أنها تصلح اليوم لنتغنى بها لمصر وأمتنا، بما فيها من الأمل والرجاء، بما تحقق وما لم يتحقق.. وقد حذفت من القصيدة ما كان يتعلق بأفريقيا لأجعله لمصر وللأمة (مع اعتذارى للشاعر الكبير)، وإليكم هذه الأبيات ممزوجة بمشاعر كثيرة وكبيرة:
أصبح الصبح فلا السجن ولا السجان باق
وإذا الفجر جناحان يرفان عليك
وإذا الحزن الذى كحل هاتيك المآقى
والذى شد على الدرب وثاقا لوثاق
والذى بعثرنا فى كل وادى
والذى ذوب ألحان الأسى فى شفتيك
فرحة نابعة من كل قلب يا بلادى

أصبح الصباح.. وها نحن على البعد التقينا
التقى جيل البطولات..
بجيل التضحيات
التقى كل شهيد قهر الظلم..
ومات
بشهيد لم يزل يسقى بذور الذكريات

أبداً ما هنت "يا مصر" يوما علينا
بالذى أصبح شمسا سطعت ملء يدينا
وشذى تعدو به الريح، وتختال الهوينى
يا بلادى

أصبح الصبح.. قباباً عاليات، وبيارق
تفرش الأفق.. ودقات نحاس وطبول
إيه يا "يا أمتى" الكبرى، التى تبنى المشارف
أنا مازلت أرى وجهك فى ضوء الحرائق
أمس.. والظلمة كانت تسكن الدرب الطويل
والخطى فوق الخطى.. والجفن فوق الجفن عالق
يا بلادى

أصبح الصبح.. لنا خلفك يا صبح الحصاد
ألف صبح قد نسجناه بأضواء العيون
أيها القادم محمولا على سمر الأيادى
يا حصاد العرق الدامى.. وميراث الجهاد
أيها التاج على جبهة شعبى.. وبلادى
آه ما أروعك اليوم، على هذا الجبين

إننا نستدعى هذه الأبيات مع اقتراب يوم 25 يناير، وهو ذكرى ليوم عظيم فى تاريخ مصر والأمة، بل ولا نبالغ أن نقول إنه يوم عظيم فى تاريخ البشرية، تحدث عنه ساسة العالم ومفكروه بإجلال عظيم، لكننا نستقبله هذه الأيام بمشاعر مختلظة من الفرحة (لدى فريق من الناس) وتوجس (عند فريق آخر) وعزم على الاستمرار (عند فريق ثالث).. ولكل فريق أسباب وجيهة ومعتبرة.

نسأل الله فى عليائه، وهو الذى أكرمنا بزوال رأس الظلم والطغيان، أن يتمم لنا طريقنا، طريق الحق والعدل والكرامة والتقدم والأزدهار فى كل بقعة من بقاع عالمنا وأمتنا ومصرنا، فهو سبحانه على ذلك قدير، وهو نعم المولى ونعم النصير.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة