عندما طالعت تصريحات مسئول العلاقات الدولية فى حركة (حماس) أسامة حمدان، والتى نفى فيها ما قيل بأن الحركة تقود وساطة بين جامعة الدول العربية ونظام الرئيس السورى بشار الأسد، وأن حماس كانت تحمل رسائل من الجامعة للقيادة السورية، تأكدت تماما من صدق المعلومات التى تواترت خلال الأيام الماضية حول الخلاف الشديد الذى نشب بين قيادات الحركة خاصة بين حماس غزة وحماس دمشق، فى أعقاب تصريحات الدكتور نبيل العربى التى كشف فيها عن الدور الذى لعبه خالد مشعل، رئيس المكتب السياسى لحماس خلال الشهور الماضية لإقناع الأسد بالتوقيع على البروتوكول العربى، بالإضافة إلى الرسالة التى نقلها لدمشق عبر مشعل بإبلاغ المسئولين السوريين بضرورة العمل وبكل أمانة وشفافية لإنجاح الحل العربى.
وقبل الخوض فى تفاصيل الخلافات داخل حماس، لابد من الإشارة إلى أن النفى الذى صاغه أسامة حمدان بشأن وساطة الحركة، هو نفى لا قيمة له، لأن العربى عندما كشف عن هذه التفاصيل كان يتحدث فى مؤتمر صحفى وبجواره خالد مشعل، وإذا كان ما يقوله العربى غير صحيح لصحح له مشعل وتدارك هذا الخطأ، لكن مشعل استمع لكل ما قاله العربى بإنصات، بل إنه لم يعقب عليه بالرفض أو القبول، بما يشير إلى أن ما قاله العربى صحيح، وأن حماس بالفعل تقوم بهذه الوساطة، وبما يشير أيضا إلى أن محاولة حمدان غسل وجه الحركة هى محاولة بائسة ولا رجاء منها.
أما فيما يتعلق بالخلافات فإنه عقب صدور تصريحات العربى وانفجار بركان غضب المعارضة السورية الثائرة على نظام الأسد، والتى انفجرت فى وجه حماس، فقد ثارت حالة من الغليان داخل الحركة، خاصة فى جزئها المقيم فى قطاع غزة والذى يعتبر نفسه الأكثر تضررا من سياسات مكتب دمشق الحمساوى، فهم دائما فى مرمى النيران، نيران الحصار والصورايخ الإسرائيلية، ونيران الغضب العربى من ارتماء مكتب دمشق فى أحضان نظام الأسد، والعمل على تجميل وجهه باسم المقاومة الفلسطينية وحماس، وفى محاولة من "حماس غزة" لمواجهة حالة الغضب من تصرفات مشعل جرت اتصالات بعواصم عربية لتلطيف الأجواء وشرح مواقف الحركة الأصلية المؤيدة لثورات الربيع العربى، واستفادت الحركة بالجولة الخارجية التى قام بها فى وقت لاحق إسماعيل هنية، القيادى الحمساوى ورئيس حكومة فلسطين المقالة التى تعتبر الأولى له منذ عام 2006، فهنية رد على تساؤلات عدة فى هذه الجولة شملت فى غالبيته اتهام الحركة الدائم بمساندة الأسد، فأكد هنية لسائليه فى مصر وتونس وتركيا والسودان أن حماس لا توافق على عملية القمع الأمنى الذى يمارسه نظام الأسد ضد شعبه، بل إنه قام بإرضاء النظام السودانى عقب تسريبات المعارضة السورية بأن الخرطوم تلقت تحذيرات سورية عن طريق مشعل.
غضب حماس غزة من تصرفات مكتب دمشق امتدت لدرجة لم يتخيلها أحد، فللمرة الأولى يدور الحديث داخل حماس حول تغيير المكتب السياسى للحركة من خلال أجراء انتخابات جديدة هدفها الأساسى تغيير خالد مشعل، وحينما استشعر مشعل هذه التحركات قام بتسريب معلومات بأنه لا ينوى الترشح على منصب رئيس المكتب السياسى للحركة مجددا، وكشفت مصادر عدة أن هناك اتجاها لدى حماس غزة باختيار الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسى الحالى كخلفية لمشعل، لعدة أسباب لعل أهمها أنه من أبناء القطاع، بالإضافة إلى أنه الأكثر إدراكا لأهمية أن تتواءم سياسات الحركة مع المتغيرات الإقليمية، وأن يكون لأبناء القطاع جزء أصيل من تحركات حماس، بحيث لا يتأثر القطاع بشكل سلبى دائما من سياسات مكتب دمشق .
عدد الردود 0
بواسطة:
إبراهيم محمود
ضلت الطريق
عدد الردود 0
بواسطة:
مصراوى
حماس
عدد الردود 0
بواسطة:
غزاوى اصيل
لماذا حماس
عدد الردود 0
بواسطة:
مراقب للوضع فى غزة وسوريا
خلاف عميق بين غزة ودمشق
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد ابو السعود
حماس والاخوان
عدد الردود 0
بواسطة:
مسلمة
اتقى الله
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
ارحمونا