سحر الصيدلى تكتب: بحبك يا وطنى

أعلم يا وطنى أنك كل حياتى وأنك حبى وذاتى، والبعاد عنك هو مماتى.. وفراقك سهدى وشقائى.. أعلم أن همساتى لن تصل إليك ولن تلتفت لتوسلاتى لأننى بعيدة عنك.. بدونك بات عمرى بلا حياة.. وصمتى صرخات.. أصبحت أتغنى باسمك بكل الصفحات.. وعيونى ماتت بها النظرات.. من هول الصدمات.. لأنى لم أعد أرى بدرك يشرق ولا شمسك تسطع ولا أريج عطرك يفوح.. ولكن يا وطنى لن أيأس ولن أنوح.. لأننى أحبك بجنون وأثق بقدرتك على العبور.. من كل الأزمات والمحن.. وأن حزنك لن يطول.. وصمتك لن يدوم.. وسيشرق قمرك من جديد.

وسطورى سأخط عليها أحلى الأناشيد التى ستتغنى بالنصر المبين.. وكلماتى ستتراقص على أنغام تحقيق الحلم الأكيد.. لأنك غرست فى قلبى كل الأحلام، وتعانقت معها كلمة الوطن، وشعرت بالدفء والأمان، وعرفت أن نورك سيسطع من جديد.. اعذرنى يا وطنى لأنى أحببتك بكل لغات العالم وعشقت اسمك بكل التراتيل.. وغصت فى أعماقك لأبحث عن التاريخ.. ووجدت الكنوز واللآلئ والفيروز والمرجان، فعلمك نتباهى به بكل مكان وزمان، ومنه نستمد الحب والحنان، ونشم من ترابك رائحة الورد والريحان وطيورك تشدوا بأجمل الألحان على فجر جديد.

آه يا وطنى.. لو تحمل أحلامى بجناحيك وتحلق بها إلى بر الأمان، وأنا أتوسل لله ولكل الإنس والجان أن يعيدوا لقلبنا السكون والسلام.. ويكون ما مر بنا أضغاث أحلام وذكريات عاشت بالوجدان.. لنرأف بحياة من فى الميدان.. شهداء أبرياء فقط ليرفعوا اسمك بأعالى الفضاء وتكون حراً أبياً ومن الغدر محميا ومن قوة النيران.. أنت سر الحياة وحنين الأيام والقلب الذى يحتوينا بكل عنفوان ويضمنا إليه ليحقق السلام.

أتمنى يا وطنى أن تعود البسمة لشفاهك والحياة لأولادك وتنتعش زهور الأقحوان وتتشابك الأغصان لتحمينا من غدر الزمان، وتبعد عنا أولاد الحرام وتصحو معها الضمائر الغافية.

لتعيد لنا الحياة.. آه يا وطنى ما أصعب أن نبقى حائرين بين قلوبنا وعقولنا، فلا العقل يقنعنا ولا القلب ينصفنا، ونحن بينهم تائهين.. ولكن برأيك هل تعلمنا الدرس من تجربة الآخرين وقررنا أن نزحف إلى ما تصبوا إليه نفوسنا أمام كل العالمين.. ونكون يداً واحدة بالإيمان مسلحين، وعلى الظلم ثائرين، وللحق والعدل منتظرين أن نصل بسفينة اليقين، ونتحد ونتضامن مع رب العالمين.. وندعوه بقلب صادق وجلين.. كفانا تفرقة وكفانا فساداً وكفانا ظلما طوال السنين، أما أن لهذا القلب الحزين أن يستريح.. .. .. ويتحقق حلم الشباب من جديد.. وتهدأ النفوس وتفكر العقول وينتهى الخلاف ويحل الوئام.. لنشعر بالحرية من جديد.. وتعود البسمة لهذا الشعب المسكين.. ويعيش بكل احترام.. عيشة ملؤها الكرامة بعيداً عن الظلم والشقاء.