عبد المنعم فوزى

الحكم للشعب

الأربعاء، 18 يناير 2012 09:48 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"عظيمة يا مصر يا أرض النعم يا مهد الحضارة يا بحر الكـرم، نيلك دا سكر جوك معطـــر بـــدرك منور بين الأمــم "رائعة وديع الصافى قعدت أغنيها وأنا فرحان باكتمال انتخاب أعضاء مجلس الشعب عارفين ليه؟ لأننا قبل الانتخابات كنا خايفين، وقولنا مش حتماً وحيحصل فيها مجازر، لكن أشاد بنزاهتها العالم زى ما أشاد بالثورة، ولأول مرة فى حياتى أشوف انتخابات مافيهاش تزوير ولا بلطجة.
الحكاية إننا بدأنا نسير فى الطريق الصح، وحنصيغ عقدنا الاجتماعى أو الدستور الجديد، وحيسلم المجلس العسكرى السلطة فى يوليو القادم، وخلاص الشعب بقى طرف أساسى فى الحكم، وهذا لو تعلمون عظيم. علشان كده يوم25 يناير اللى مخوف البعض، حيكون احتفالية جميلة وعظيمة بالذكرى الأولى للثورة، ومش حيكون فيه مولوتوف أو ثورة ثانية. عايزين نحتفل بالذكرى الأولى للثورة فى سلام؛ لأن قبلها بيومين الجلسة الأولى للبرلمان وعلى رأس أولوياته تحقيق باقى مطالب الثورة. القصة إن الناس ثارت مش حباً فى الديمقراطية، لكنهم عايزين العدل فى كل شىء، ولقمة العيش الشريفة والحفاظ على أموالهم وأنفسهم.

شوف ياصاحبى لما أقولك إحنا فى مرحلة فاصلة فى تاريخنا، فإما نبقى دولة حضارية ديمقراطية متقدمة، أو إلى دولة متأخرة، وزى ما قال وائل غنيم تعقيبا على قرار البرادعى بالانسحاب من سباق الرئاسة" أفضل ما فى ثورتنا، والحكم للتاريخ، أنها بلا قائد ولا منقذ ولا رمز ولا مخلّص، وأنها لم تسع للسيطرة على السلطة، بل أعادت حق الاختيار للشعب . أما ترديد أسطوانة صعود التيار الإسلامى، وحصوله على أغلبية برلمانية، يعنى الرجوع لسيطرة الحزب الواحد مجرد فزاعة زى المخلوع ما كان يفعل مع الإخوان والأصوليين.
شوف ياصاحبى، لما أقولك تشبيه البرلمان القادم بالبرلمانات السابقة، وسيطرة لون سياسى واحد عليه أمر مستحيل، عارفين ليه؟ لأنه يوجد ألوان الطيف السياسى كله فى المجلس الحالى حتى العدد القليل من شباب الثورة المنتخبين، كل واحد منهم يمثل حزب لوحده؛ لأن كل أجهزة الإعلام مسلطة عليه، وإذا صدر قانون سيتم مناقشته بجدية وهيتغربل أمام الشعب قبل صدوره لنعرف مزاياه وعيوبه مش زى زمان اللى موافق يرفع إيده، ولو فى مخالفات من النواب هتبان وهو ما لم يتوافر من قبل فى أى من البرلمانات السابقة. بصراحة إحنا عايزين نبطل نشتم ونتهم بعض، حد يقوللى الشخصية او الرمز التى لم يتم شتمها حتى الآن، بجد الشتيمة والتخوين بقت حاجة عادية خالص. السبب إن فوضى الاتهامات فى الشوارع والميادين والصحف وعلى الشاشات لم تترك أحداً، وأصبحت أخطر من فوضى البلطجية، وأصحاب السوابق.

عارفين إحنا عايزين إيه؟ عايزين نشعر بأننا أمام جهات مسئولة بجد، تسعى بجد لتحقيق مطالبنا وأحلامنا، وأن الثورة لم تكن هوجه شعبية، انتهت مع الوقت. كمان عايزين من التيار الإسلامى أن لايخلط بين الإسلام كدين والسياسة كممارسة تخضع للخطأ والصواب. العالم كله عايز يعرف حنعمل إيه؟ يعنى يكون لنا نموذج خاص بينا مش زى إيران، وكمان مش زى تركيا، نظام صناعة مصرية خالصة. عارفين حكاية المسلم اللى سكن فى لندن ليقترب قليلا من مكان عمله، كان بيركب الباص من منزله إلى مكان عمله. غالباً كان يستقل نفس الباص بنفس السائق. مرة دفع أجرة الباص وجلس, اكتشف أن السائق أعاد له 20 بنساً زيادة عن الأجرة. فكر وقال لنفسه يجب إرجاع المبلغ الزائد؛ لأنه ليس من حقى، لكنه قال لنفسه: "إنسَى، فالمبلغ ضئيل، وشركة الباصات تحصل على الكثير من الأموال، سأحتفظ بالمال وأعتبره هدية من الله. توقف الباص عند المحطة التى يريدها، وقبل أن يخرج من الباب، مد يده وأعطى السائق العشرين بنساً، وقال له: تفضل، أعطيتنى أكثر من ثمن التذكرة. ابتسم السائق، وسأله: "ألست الساكن المسلم الجديد فى هذه المنطقة؟ إنى أفكر منذ مدة فى الذهاب إلى مسجدكم؛ للتعرف على الإسلام، وأعطيتك المبلغ الزائد عمداً، لأرى كيف سيكون تصرفك". نزل المسلم من الباص، شعر بضعف فى ساقيه، وكاد أن يسقط أرضاً من رهبة الموقف، ونظر إلى السماء ودعا باكياً: يا الله، كنت سأبيع الإسلام بعشرين بنساً.





مشاركة




التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري

إن الحكم إلا لله

عدد الردود 0

بواسطة:

يحيي رسلان

الحكم لله

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد فتح الله

الإخلاص

عدد الردود 0

بواسطة:

عزيز الطيب

تعليق رقم 1 منقوص مثل معظم أفكار مسلمى العصر الحديث الذين يتجاهلوا الجوهر ويهتموا بالمظهر

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة