"الحاج على": الشيوعية لم تكن عقيدة محمود أمين العالم

الأربعاء، 18 يناير 2012 03:17 م
"الحاج على": الشيوعية لم تكن عقيدة محمود أمين العالم الناقد الراحل محمود أمين العالم
كتبت هدى زكريا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الناقد الدكتور هيثم الحاج على: إن المفكر الراحل محمود أمين العالم كان صاحب عقلية تنظيرية ضخمة، وخير من يعطينا انطباعًا أساسيًا رئيسيًا عن المثقف الحقيقى الذى يجمع بين الناشط والسياسى والصحفى والأديب والناقد والشاعر، مضيفًا، خلال ندوة عُقدت، مساء أمس، بساقية الصاوى؛ لمناقشة أعمال الراحل، وأدارها الشاعر أحمد عبد الجواد، أن "العالم" كان يفرق كثيرًا عن غيره من الشيوعيين، وذلك لأنه لم يكن صُلب تكوينه شيوعيًا، إضافة إلى أن الشيوعية لم تكن عقيدة بالنسبة له، بل كانت مجرد أداة للتعامل مع الواقع.

وأوضح "على" أنه لم يكن هناك تناقض بين ما يؤمن به "العالم" ويفكر فيه وما يفعله، لذلك كان دائمًا ما يتسم بالاتساق الكامل بين ما يراه ويقوله ويفعله، وأشار إلى أن "العالم" كان دائمًا ما ينطلق من رؤى تراثية يكسبها طابع المعاصرة، وهذا ما جعله قادرًا برغم صغر سنه على الوقوف أمام طه حسين والعقاد، وينتقد موقفهما النقدى، ذلك أنهما اعتبرا الأدب هو العلاقة بين الشكل والمضمون، فى حين كانت وجهة نظر "العالم" أن الجمال الأساسى فى الأدب هو الاتساق بين اللغة ومحتواها وبنية الموضوع ومحتواه.

وأكد "على" أن "العالم" كان منحازًا لكل جديد فى الأدب والفن، مستشهدًا فى ذلك بمقال كتبه قبل وفاته بثلاثة أيام؛ ليرد فيه على ما كتبه "حجازى" عن قصيدة النثر، ووصفه لها بـ"الخرساء"؛ لافتقادها الوزن والقافية.

ومن جانبه، تحدث الناقد أحمد حسن عن علاقته بالمفكر الراحل قائلاً: من حسن حظى أن أتاح لى القدر فرصة ثمينة للاقتراب من الأستاذ محمود أمين العالم فى سنواته الأخيرة، وأذكر أننى سعدت كثيرًا بكونه رئيسًا للجنة التحكيم التى أعطتنى المركز الأول فى مسابقة رامتان طه حسين، عن بحث بعنوان تجليات الصراع الحضارى فى رواية أديب عام 2002.

وأضاف "حسن" أن "العالم" لم يكن يطرح نفسه باعتباره رائدًا مكتملاً بلغ القمة علمًا ورؤية وثقافة، ولم يكن كغيره من الرواد الذين يتصورون أنهم يقفون على قمة جبل المعرفة يدحرجون الحكمة للأجيال التالية التى لا تملك إلا السمع والطاعة، دون أن تطمح إلى التمرد والثورة، بل كان ينظر إلى أبعد من ذلك، حيث التاريخ والمستقبل الذى لا يكتمل إلا بالتواصل الحميم بين الأجيال لصنع رؤية إنسانية تراكمية.

واستشهد "حسن" برؤية "العالم" لقضية الإبداع وآفاقها المعرفية من خلال مقال له بنفس العنوان، نشر بمجلة فصول، يؤكد فيه على فهمه العام لطبيعة الإبداع الذى لا ينفصل بالضرورة عن رؤيته الكلية وفيه "إن الإبداع ذو طبيعة مزدوجة هى جزء من حقيقته، فهو ينتسب إلى جذور وأصول، ولكنه يتجاوزها بالضرورة، وهو يتسم بخصوصية وتفرد، ولكنه يتضمن دلالة كلية عامة ينشئها أو ينتسب إليها أو يفضى إليها بالضرورة، وهو يمزج ويوحد مزجًا وتوحيدًا بين الآنى والتاريخى، بين الذاتى والموضوعى، بين الفردى والمجتمعى".

وأضاف "حسن" إنه إذا كانت رؤية "العالم" للإبداع هكذا، فمن الطبيعى أن تكون رؤيته للشعر لا تنفصل كثيرًا عن مفهومه للإبداع، فقد أكد فى مقاله المنشور بمجلة إبداع، عدد مارس 1999، أن الشعر لا يحده هذا النسق التعبيرى الذى يتجلى فى كلمات لغوية ومعان وجدانية وذهنية، بل هو فى تقديرى، هذا النسق الكلى المنتظم المتغاير المختلف المتحرك المتنامى المتجدد والمتفاعل.

وأكد "حسن" على أن "العالم" يبدو كحالة كلية متناغمة متآلفة ممتدة تستعصى على التجزئة، يتلاقى فيها المثقف المناضل بالفليسوف المفكر، والناقد المنظر بالشاعر الفنان.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة