قال د.خالد أبو الليل عن استلهام الموروث الشعبى عند "خيرى شلبى" :إن بين السرقة والاستلهام شعرة، لأنه حين ينسب الكاتب الموروث لنفسه يكون سارقاً، أما شلبى فاستلهم من الموروث ما يمكّنه من معالجة واقع الشخصية المصرية، وتأكيدا على أنه لا يوجد فواصل بين الأديب وبين مجتمعه.
وأضاف "أبو الليل": ربما لسنا فى حاجة للتأكيد على علاقة خيرى شلبى بالموروث الشعبى، ويتجلى هذا فى حرصه على بداية رواية "وكالة عطية" بأغنية شعبية، وحرصه على الاستشهاد بأمثال شعبية، كما أن كتابته معبرة عن الشخصية المصرية وتكوينها ومعتقداتها وموروثها "الدينى الشعبى" أيضا، جاء ذلك خلال الجلسة الأولى من صباح اليوم الثانى لمؤتمر "الوتد.. خيرى شلبى" الذى تقيمه لجنة شباب اتحاد الكتاب بالمجلس الأعلى للثقافة وقد جاءت الجلسة تحت عنوان "الموروث الشعبى عند خيرى شلبى".
وتطرق إلى وضع المرأة فى الموروث الشعبى وكيف استلهمه خيرى شلبى، وقال إن مقولة "الست ملكة البيت" يأخذها النسويون والحقوقيون على أنها مقولة سلبية، ولكن شلبى أثبت كيف أن هذا فى غاية الإيجابية حين نضع تلك المقولة فى سياقها الاجتماعى، حيث أن شئون البيت الداخلية والخارجية ترجع إلى مشورة المرأة حتى فى أشد المجتمعات انغلاقا ولكن الأمر ظاهريا يكون للرجل، ويتجلى هذا فى رواية "الوتد" حيث تمثل "فاطمة تعلبة" نموذجاً لتلك المرأة المصرية والتى تمثل امتدادا لشخصية "الجازية" فى السيرة الهلالية التى حافظت على بنى هلال تلك "الجماعة الشعبية" وقامت من أجل ذلك بالتضحية بالزوج والولد فى سبيل جماعتها حين هاجروا إلى تونس فهاجرت معهم، وكانت لها ثلث المشورة المقسمة بينها وبين السلطان حسن وأبو زيد لرجاحة عقلها ورأيها، وهى التعبير المثالى عن الصورة المأمولة للمرأة العربية.
وأكد أن "فاطمة تعلبه" تمثل الامتداد الثقافى لكل من "الأميرة ذات الهمة" فى فروسيتها، وخضرة الشريفة فى التضحية فى سبيل الابن ليعود ويثأر لشرفها. وبتعبير شلبى فإن فاطمة تعلبة هى "الكل فى الكل" فيعمل لها رجال القرية ألف حساب، ويستشيرونها، وهى التى تدير شئون الرجال وتحقق فى النسب والحسب، وهى الطبيبة الشعبية التى تقوم بالعلاج الشعبى الموروث، ويسرد شلبى على لسان تلك الشخصية أقوال تؤكد أهمية مفهوم الجماعة الشعبية.