_ البقية فى حياتك ..
_ حياتك الباقية .. فى مين..
_ إبراهيم أصلان .. مات النهاردة..
كنت متوجها إلى محمد هاشم فى دار ميريت، وكنت أنوى سؤاله عن إمكانية مقابلة إبراهيم أصلان، وعندما وصلت لم أجد هاشم، ووجدت صديقى المطرب محمد محسن الذى قال لى الخبر بمجرد أن رآنى .
وأنا جلست، وأنا مخضوض، فكرت فى أن أقول لمحسن أنى كنت سأسأل هاشم عنه: وتراجعت، وشعرت بالحسرة وأن الحياة أخذت منى أنا بالذات شيئاً ثمينا ً .
كنت أحلم بالجلوس معه.. رأيته من قبل مرتين بوسط البلد، مرة وهو قاعد على قهوة زهرة البستان، ومرة فى الجريون، وفى المرتين لم أسلم عليه .
دائماً ما كنت أفكر فى الأمور التى سنتحدث فيها عندما أقابله، ولكنى كنت متأكد أننى سأحكى له عن سكنى فى الكيت كات لمدة ثلاثة سنوات وأننى أعرف أغلب الشوارع التى كتب عنها فى إمبابة والكيت كات وجلست على مقهاه، وأن ذلك المقهى الذى له رصيف ضيق خلف جامع خالد بن الوليد الذى كان يجلس عليه زمان ليلعب الدومينو كما قال فى قصة اللعبة، كنت أجلس عليه أنا الآخر وعلى نفس الرصيف الضيق مع أصدقائى دون أن نعلم أنه كان يجلس هناك .
وأيضا ً بالتأكيد كنت سأقول له أن عندى سيارة فولكس بيضاء مثله، لأنه قال إنه يمتلكها فى كتابه "شىء من هذا القبيل"، ولكن سيارتى موديل 71 وهو سيارته موديل 58وبالتأكيد كنا سنتحدث كثيراً عن السيارات الفولكس، لأنى أعرف أن من يركب هذه السيارة تتحول إلى معشوقته .
نزلت من ميريت وقلبى منقبض وذهبت لأجلس على مقهى التكعيبة وشعرت بأنى أريد أن أقول لكل الناس على المقهى أن إبراهيم أصلان مات، ووجدت نفسى أتصل بكل أصدقائى الذين أعرف أنهم يقرأونه وأقول لهم الخبر .
وتذكرت ما كتبه عمنا إبراهيم أصلان عن شعوره الحزين الذى انتابه عند وفاة الأديب الكبير نجيب محفوظ لأنه لم يشعر أن الناس اهتمت بالأمر أصلاً .
وحزنت، وقمت وأنا لا أعرف إلى أين سوف أذهب .