علا بركات تكتب: أن تكون ولا تكون

الثلاثاء، 17 يناير 2012 12:17 ص
علا بركات تكتب: أن تكون ولا تكون صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إنها الأحلام يا سيدى.. التى أراك فيها منذ بضع وعشرين عاماً – منذ التقينا – بصورة منتظمة لدرجة تذهلنى.

يقولون إن الأحلام هى انعكاس لما فى العقل الباطن، لكنى لا أذكر أننى أفكر فيك بهذه القوة قبل أن أراك أو العكس.

يقولون إن الأحلام هى تنبؤ لما يمكن حدوثه فى المستقبل، لكن مستقبل كل واحد منا لا يرتبط أبدا بالآخر.

لكنى أراك كثيراً.. أشعر بوجودك دائماً.. فى الأعوام التى هجرت فيها مصر، كنت أعرف عودتك من إحساسى.. فجأة أجد الحياة أصبحت أجمل وأروع، وكل ما كان باهتاً يصبح جديداً ثم تفاجئنى باتصالك لتقول بأنك هنا منذ اللحظة التى داهمنى فيها هذا الشعور.

مثل قطارين يسير كل منا إلى جوار الآخر.. لا يمكن أن نلتقى.. فاللقاء سوف يؤدى إلى كارثة.. ربما نتجاور لبعض الوقت، لكن يكفينى دائماً أن أعلم أن كل منا موجود هناك.. حتى لو على البعد من الآخر.
هل الحب اختيار أم قدر؟

هل نختار أن نغفر لمن نحب، وأن نصبر على كل ظروفه، وأن ننتظره مهما طال فراقه؟
هل نختار أن نحيا الحلم أم أن الأحلام تفرض نفسها علينا؟

لم أقل لك أبداً كلمة الحب، ولم أسمعها منك سوى مرة واحدة فقط، ربما أكون قد قلت شيئا ذات مرة عن شوقى إليك لكنى أقصد ذلك الجمود.

هل تعرف الشمعة كيف تتوقف عن الذوبان إذا ما اشتعلت فيها النيران؟

حتى فى أحلامى لم أقلها لك أبداً، لكنك تعرفها، أو ربما تظن أننى لم أعد أهتم؟ لا أعتقد أنك تريد أن تسمعها. فيكفى أن تراها فى كيانى وأنت معى.

أحياناً أحتاج أن أقولها لك. أتوقع أنك تشعر بى بنفس قدر شعورى بك، فأكتفى بأن أقولها بعيداً عنك، لعلها تصلك مع نسيم الليل الذى أذكرك فيه.

أتوتر دائماً وأنت معى.. أحتاج لأكثر من التركيز لأحتفظ بهدوئى. لكن عندما نسير متجاوران لنفترق. أغمض عينى للحظة وأتظاهر بأنى ملكك، وبأن لقاءنا لن ينتهى.

أجمل ما فى تلك القصة أننا نقترب ونبتعد.. نغفر ونسامح باختيارنا.. نتعذب أيضاً باختيارنا.
أجمل ما فيها أننى توقفت عن التساؤل، هل تحبنى أم لا؟ ما أشعر به يكفينا سويا.
أجمل ما فيها حين أجلس فى جوف الليل، أذكر أحلامى الرقيقة بك، ولا أرغب فى أكثر من ذلك.

وأصعب ما فيها ألا أكون إلى جوارك فى أحلك ظروفك؟
أن استمع لحكايات آلامك النفسية أو الجسدية دون أن يكون لى الحق فى أن اتصل بك هاتفيا لأقول كم أتألم لألمك، أو كم أحبك وأتمنى أن أكون معك الآن لأزيل بعضاً من همك؟
طريقنا المختلف ليس اختياراً بل قدر.. اختيارى كان ألا أقترب أكثر مما ينبغى لى..
لكن البعد قاسٍ لدرجة مخيفة
مثل الفراش والنار
أخشى، إن اقتربت كثيراً، الاحتراق، وإن ابتعدت كثيراً، التجمد،
هى مسألة توازن إذن.. أن تكون ولا تكون فى وقت واحد.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة