قال المخرج خالد عبد الله إن الثورة المصرية قد أسيئ فهمها منذ البداية. وأضاف فى مقاله بصحيفة الجارديان البريطانية إنه فى فجر الثورة، قال الناس إنها ليس من الممكن أن تحدث، وخلال أيام انتشرت الثورة، وكانت الحماسة الناجمة عن نجاحها سببا فى اندلاع ثورات أخرى فى المنطقة، لكن بعد أسبوعين من سقوط مبارك قام الجيش بإخلاء الميدان بعنف، وتلا ذلك تعذيب ومحاكمات عسكرية وتم تجريم الاحتجاج وأخيرا تم سحق المحتجين حتى الموت. وأصبحت الثورة معركة صراخ وليس وصف، واختنقت فى حناجر الخبراء.
ويشير عبد الله إلى أن ما بدأ فى 25 يناير الماضى لم يكن حملة سياسية ولكنه كان صحوة بلد، وعلى مدار العام الماضى، كانت للشوارع القدرة على إلهام الأجيال والإطاحة بالحكومات وبرؤساء وزراء وبرئيس، وعلى تحريك خارطة طريق سياسية وعلى إحداث تغيير ثقافى فى الدولة البوليسية وتهديد الجيش بشكل عميق. وخاض المعارك مواطنون أصحاب ضمير ومستعدون للموت من أجل مبادئهم أو السجن. ولأول مرة منذ عام 1919 ظهر آلاف من النساء فى شوارع مصر.
ورأى المخرج الشاب أن البرلمان القادم لا يمثل محكا، ويضيف أنه عندما يجتمع النواب فى المجلس لأول مرة فى 23 يناير، فهم سيعرفون جيدا أن الدم هو سبب تواجدهم هناك، ويجب أن يتذكروا أن كل من مات كان يهتف "خبر حرية عدالة اجتماعية"، وأن هؤلاء الذين فقدوا أعينهم أو تعذبوا وأصيبوا لا يزالوا يرددون نفس الهتاف، وحتى يتم تحقيق تلك المطالب، فتوقعوا أن تظل البلاد مضطربة.
وإذا كان الإسلاميون قادرين على تحقيقها فتوقعوا أن يكون المستقبل لهم عن جدارة، لكن على افتراض أنهم غير قادرين، فسيكون المجتمع المدنى هو من سيكتب المستقبل، وسيجد الشارع الوسيلة لتنظيم نفسه وبناء رؤيته.
خالد عبد الله بالجارديان: الثورة المصرية أسيئ فهمها منذ البداية
الثلاثاء، 17 يناير 2012 07:11 م