"الغارقون فى العطر" رواية أيمن عبوشى الثانية

الثلاثاء، 17 يناير 2012 01:36 م
"الغارقون فى العطر" رواية أيمن عبوشى الثانية الروائى الأردنى أيمن عبوشى
كتب يوسف أيوب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صدر مؤخرا للروائى الأردنى، أيمن عبوشى، رواية (الغارقون فى العطر)، عن دار فضاءات للنشر ـ الأردن. وتعرض الرواية، التى تأتى بالقطع المتوسط، لمعضلة تقف ببطلها على مفترق طرق بين خيارات تختلط فيها النزوة الآنية، مع جدوى البحث عن الذات.

ويعبر الكاتب فى أحداث متصاعدة إلى معضلة يختصرها فيما أسماها (الخيارات المتاحة فى غرفة معتمة)، وهو قرار يتركه عبوشى لأى مغترب يقرر العودة إلى وطنه جاهلا بما ينتظره هناك، ومدركا ما فوّته فى الغربة بحثا عن ثروة ترتبط بمعاش شهري، ونمط استهلاكى يستفيد من وسائل الرفاه المؤقت.

ويحاول (عزيز حسرين)، الشخصية الأولى فى الرواية، أن يجيب عن أسئلة معلقة تحت وطأة أجواء قاسية يفرضها عليه المؤلف، حتى يصل به إلى الصورة المجردة للحياة. وإن كانت المعاناة التى يعيشها حسرين، مصطنعة برغبة مباغتة للعثور على ضالته فى الدفق المتدافع للانفتاح الاقتصادى الذى يفرض نفسه عليه بكل كمالياته، وهالته المزيفة.

وتضع الرواية أبطالها أمام اختبارات متنوعة فى حديتها، لتصل بهم إلى مقارنة صارخة بين القيمة الحقيقية للحياة من جهة، وهنا يتخذ النص من العلم رمزية مثالية لها، فى مقابل إغواء الرفاه فى دائرة مغلقة لا تنتهى.

وتأخذ هذه المتاهة شخوص النص إلى عبثية يجسدها (هادى الإبراهيم)، الذى يتشبث بحلم عصى، فنراه يدخل فى صفقة خاسرة يقايض فيها مستقبله، لقاء مغامرة لا طائل منها.

والقصة التى تبدأ بسرقة (هشام الجرزاوى) للملكية الفكرية لبحث اقتصادى كتبه فى الأصل (فؤاد عفيف).. تطلق رصاصة البدء لثورة عشوائية يعلنها عزيز حسرين على نفسه المستكينة.. وفى خضم معركته القصيرة لاستعادة حقوق صاحبه الميت، يجد نفسه فى مواجهة حالته السلبية، ويكتشف بمرارة واضحة هذيانه، وقبوله الخانع لروتين يومى يحيله إلى ترس فى آلة..

وفيما لا يفصح المؤلف عن هوية المكان، إلا أنه يبقى تفاصيله واضحة تشى بما يمكن أن يستنتجه القارئ، ويحاول عبوشى الغوص فى البنية النفسية لطبقة عاملة تعيش فى المدينة بحثا عن فرص الكسب السريع، بعيدا عن الريف، وندرة وسائل الراحة التى تمتاز بها المدن..

وهنا تبدو انطوائية عزيز حسرين الطارئة، واضحة حين يفضل العيش فى عالمه الافتراضى على الإنترنت، بعيدا عن عناء مكابدة معركة الحياة اليومية.. ثم ما يلبث أن يجسد النص النتيجة الحتمية لدورة حياة المغترب الذى ينزوى خارج وطنه، مفضلا عدم التفاعل مع المحيط الجديد، والاستعاضة عن ذلك بتكديس المال للحظة العودة التى قد لا تأتى أبدا.

(الغارقون فى العطر) هى الرواية الثانية للكاتب أيمن عبوشى، الذى صدر له أيضا، رواية إعدام ظل عن دار فضاءات للنشر، والمجموعة القصصية (العلبة) عن دار الرحاب ـ لبنان.

يذكر أن أيمن عبوشى كان قد عمل صحفيا فى قطر، قبل أن ينتقل إلى السعودية ليلتحق بالعمل فى الإدارة الإعلامية فى منظمة التعاون الإسلامى.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة