البرادعى سيؤيد من؟

مع انسحاب الدكتور محمد البرادعى من سباق الترشيح لرئاسة الجمهورية، هل يمكن القول أنه سيبقى رقما صعبا فى هذه الانتخابات رغم خروجه منها؟

قال البرادعى أنه ينسحب من سباق الرئاسة، لكنه أشار إلى بقائه مساندا للثورة حتى تكتمل أهدافها، أى أنه سيبقى لاعبا فى المشهد السياسى، ويقودنا ذلك إلى فرضية هامة تترجم تأكيده على بقائه فى المشهد، وتتمثل فى أنه فى حال عدم عودته عن قراره، إما أنه سيؤيد مرشحا رئاسيا من المطروحين حاليا، أو سيلتزم الحياد، بمعنى وقوفه على مسافة واحدة من الجميع.

أهمية فك هذا اللغز وطرحه، تأتى فى أن للرجل أنصارا ومؤيدين، ربما يضبطون موجتهم على ما سيعلنه، مع الأخذ فى الاعتبار أن هناك من سيتحلل من هذا القيد، ويصب تأييده إلى مرشح قد لا يؤيده البرادعى، أى أننا أمام حالة ستفيد الأسماء الهامة من المرشحين.

هذه المقدمة تدخل بنا إلى استعراض الأسماء المطروحة وموقف البرادعى منها، وسنرى فيها رفضه القطعى لأحمد شفيق، وإعلانه أن ترشيحه يعنى بقاء النظام السابق، وقوله: «ترشيحه يعنى نقفل الباب ونمشى»، ولم تنسحب تلك الحدة على عمرو موسى بالرغم من أنه كان وزيرا للخارجية مع مبارك، بل أكد على صداقته به، لكنه لم يقيمه سياسيا حتى نشتم منه موقفا سلبيا أو إيجابيا.

أما موقف البرادعى من الدكتور محمد سليم العوا، فيمكن فهمه فى ضوء المواقف المتغيرة من العوا نحو المجلس العسكرى، المدافعة عنه تارة والمهاجمة تارة أخرى، وإذا وضعنا فى الاعتبار أن خطاب انسحاب البرادعى من الترشيح هاجم «العسكرى» بضراوة، وحمله مسؤولية ضياع أهداف الثورة، فسيقودنا ذلك إلى الاحتمال الأكبر بعدم تأييده لـ«العوا»، أما عن موقفه من حازم صلاح أبو إسماعيل فينطلق من التباعد الجذرى بينهما فكريا.

يتبقى موقف البرادعى من مرشحين آخرين وهما، الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح وحمدين صباحى، ففى أحداث شارع محمد محمود، ظهر فى حوار مشترك مع أبوالفتوح فى برنامج «العاشرة مساء»، وفسره البعض وقتها بأنه مقدمة لتحالف بينهما، أما حمدين صباحى، فهناك خلاف فى المنابع الفكرية بينهما، ينطلق من أن حمدين «ناصرى»، أما البرادعى فلا يحب عبدالناصر.