أيمن نور

رؤساء جمهورية الضمير

الإثنين، 16 يناير 2012 08:01 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما أشبه العباسية فى مصر بالسينما.. فيها من الكوميديا والدراما، فيها شكوكو، ميكى ماوس، محمود مرسى، عبدالله غيث، وكرم مطاوع.

عرفت فى حياتى السياسية عمالقة لكنهم أقزام، وأقزام كالعمالقة، عرفت أقواماً طوالاً عراضاً من خارجهم، صغاراً متضائلين فى وزن ضمائرهم، آلهتهم هى المقاعد، وأصنامهم مناصب، وحياتهم قفز، نفاق، وكذب!!
الفيل يتحول فى عينى إلى «برغوث» عندما أجلس معه، فيقول إنه لا يوافق على كذا، ويستنكر كذا، ويهاجم كذا، فإذا دُعِىَ لاجتماع رسمى، كان من أشد الموافقين، وكان أعلى الناس فى صيحـــــة «آمين»!!

يسجد لكل صنم، ويدخل فى كل دين!!
وعرفت فى حياتى عَمَالِقة حقيقيين، أصحاب ضمائر حرة ومواقف كبيرة، كل منهم يستحق أن يكون رئيساً لجمهورية الضمير.
أولهم: أستاذى بالجامعة الدكتور الشافعى بشير أستاذ القانون الدولى بجامعة المنصورة، وهو من تعلمت من ثباته الثبات، ومن صبره الصبر، ومن شجاعته بآداب أخلاق الشجعان!! إنه ضمير فى صورة إنسان!!

ثانيهم: الطبيب العالمى الدكتور محمد غنيم، الرجل الذى تجسد فيه الضمير الوطنى والمهنى والعلمى، فعاش حياته راهباً من أجل الوطن، العلم والناس، ولم يسع للحظة لجاه أو مال أو سلطان، وظل شامخاً، فارقاً بين الحق والباطل، صوتاً لا يعرف المجاملة أو المواربة، لا يُباع ولا يُشترى.

ثالثهم: الفارس النبيل الدكتور محمد البرادعى.
عاد الدكتور البرادعى لمصر فى فبراير 2010 وسط زخم كبير من الآمال والطموحات فى مُخلص «جديد»، هبط من السماء، كان الرجل من البداية للنهاية صادماً بواقعيته وعقلانيته، جعلته يتقدم ثم يتأخر، يُقدم يوماً ويحجم أياماً، مما حمل العديد من أنصاره وخصومه على انتقاده واتهامه بالتراجع وعدم الإقدام.

الإنجليز يسمون معاركهم الحربية «التراجع من أجل التقدم والانتصار» والبرادعى عندما قال للناس إنه لن ينزل الشارع إلا بعد نزول مليون متظاهر لم يكن واهماً، بل كان محرضاً على أن يكون الشعب هو صاحب الفعل، هو القائد والزعيم، هو الصوت والصدى.. ما كان البعض يراه ويتصوره تراجعا من أجل الانتصار.

ومنذ ساعات أعلن البرادعى تراجعه عن خوض معركة الانتخابات الرئاسية، لكنه – مرة أخرى – تراجع من أجل الانتصار، صرخة عالية الصوت، بحجم الألم الذى نشعر به جميعاً به، فجاءة ثورة تعود للخلف، بفعل قوى الماضى، التى تحكم الحاضر وتسعى لتأميم المستقبل!!
خروج البرادعى هو دخول لأصل المشكلة، وهى حكم العسكر ومنطقه ومنهجه ومسافاته غير المتساوية وتوحمه على من يقضى له حاجاته، ويلبى شهوته، وتوحمه على الحكم عبر الوسيط.

كان خروج البرادعى بمثابة صدمة إيجابية للرأى العام، ولطمة قوية لسياسات العسكر وتشويههم للجميع، وقبلة حياة حقيقية لثورة فتية مازالت تحتاج لمن يلهمها أكثر مما يقودها.

بخروج الدكتور البرادعى، الذى سيلحق به البعض – قريبا – يرحل الجزء المعافى والشجاع والفاعل والمتحرك، ويبقى الجزء المريض والمشلول، لكن رحيل البرادعى هو رحيل للمستقبل، هو علاج وليس شهادة وفاة.

بخروج البرادعى ومن سيلحق به – قريباً – يذهب الذين صنعوا الحلم من العدم ويبقى الذين لا يحلمون بشىء.. ولا يفكرون بشئ.. سوى الحكم.

يذهب أصحاب الرؤية والبصيرة القاتلون.. ويبقى الهاربون من الجندية.
يذهب الذين يعانقون بنادقهم ويبقى الذين يعانقون المجلس العسكرى.
يذهب التاريخيون.. المرشحون المحتملون لرئاسة جمهورية «الضمير» ويبقى المحتملون لرئاسة جمهورية المشير!!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

nasrat

سؤال

عدد الردود 0

بواسطة:

حسام ثروت

كلاكيت المرة المليون

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرية

الاهم مصر

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

no body

عدد الردود 0

بواسطة:

soo

كفانا كلام بقى

عدد الردود 0

بواسطة:

ناشط سياسي ولا مؤاخذة

الهروب الكبير

عدد الردود 0

بواسطة:

اشرف النادرى

الجندى الشريف لا يهرب من ميدان المعركة

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد محمد

طب لماذا

عدد الردود 0

بواسطة:

مجدي قنديل

مقتنع بيه؟

عدد الردود 0

بواسطة:

Dr. Hossam Haridy

كم هو جاهل!

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة