أثار حادث مقتل محمد أحمد فراج (16 سنة ـ طالب الثانوى الزراعى) على يد اثنين، أحدهما حاصل على بكالوريوس خدمة اجتماعية والآخر سائق سبق اتهامه فى بعض القضايا بعد فشل مفاوضاتهما مع والده لدفع فدية 75 جرام ذهب و20 ألف جنيه، جدلا واسعا بين مواطنى بنى سويف وعائلة المجنى عليه.
طالب المواطنون الشرطة أمام مشرحة المستشفى العام ببنى سويف وقبل خروج الجثة لدفنها عصر اليوم، بالقبض على الخارجين على القانون والهاربين من السجون والبلطجية لعدم تكرار مثل هذه الواقعة.
"اليوم السابع" التقت بوالد المجنى عليه أحمد فراج محمد متولى (55 عاماـ موجه عام بالتربية والتعليم)، وقال إن لديه ثلاثة من الأبناء والمجنى عليه الأصغر بينهم، وعندما غاب عن المنزل مساء يوم 29 ديسمبر الماضى لم يتقدم ببلاغ إلى الشرطة إلا يوم الخامس من يناير الجارى خوفا منه على حياة ابنه وتلقيه تهديدا عبر المحمول من مجهول باختطافه وطلب فدية مقابل إطلاق سراحه، معللين ذلك بأنهم يقيمون شرق النيل بجزيرة أبو صالح وان ابنى تربطه علاقة عاطفية مع احد فتيات عائلتهم ويريدون الذهب والمال شبكة ومهر لها كضمان للزواج.
وأضاف والد المجنى عليه أنه خلال تلك الفترة لم أقم بإبلاغ أحد من أشقائى ولم يعرف سوى أحد أصدقائى المقربين، وبدأ أحد الخاطفين فى الاتصال بى، مهددا بقتل نجلى فى حالة إبلاغ الشرطة وتلقيت بعدها مكالمتين فى الأولى طالبنى أحد الخاطفين خلالهما بدفع الفدية 75 جرام ذهب و20 ألف جنيه، فقلت ليس معى الفدية فعرضت عليه كتابة إيصال أمانة يحمل توقيعى بأى مبلغ وفى المكالمة الثالثة قال نفس صوت احد المختطفين فى حالة رفضك لدفع الفدية سنقتل ابنك.
ويواصل والد المجنى عليه: بعد مرور ثمانية أيام توجهت إلى الرائد وليد طاحون رئيس مباحث قسم بنى سويف للإبلاغ عن اختطاف نجلى والتهديد بقتله فى حالة عدم دفع الفدية، وقلت ما حدث من مكالمات مع المختطفين وقامت الشرطة بتحرير المحضر رقم 390 / 2012 إدارى القسم وتعاونت الشرطة بكل إمكاناتها معى للبحث عن نجلى، وقام اللواء عطية مزروع مدير أمن بنى سويف بتشكيل فريق بحث.
وبعد مرور أيام على آخر اتصال مع الخاطفين سمعت أحد الأشخاص أسفل العمارة التى نقيم بها يتحدث بصوت مرتفع مع آخر، فناديت على زوجتى واستمعت للصوت بإتقان وقلت لها هذا الصوت هو نفس صوت أحد المختطفين الذى يحدثنى فى التليفون طوال الفترة الماضية، فقمت بإبلاغ الشرطة بما حدث حيث كان رجال البحث الجنائى يواصلون تتبعهم للمكالمات بينى وبين الخاطفين، وأمس السبت تم استدعائى وأسرتى إلى مديرية الأمن وأبلغونى بالقبض على المختطفين وإرشادهم عن جثة ابنى فى المقابر شرق النيل.
كان اللواء عطية مزروع مدير أمن بنى سويف تلقى إخطارا من العميد رضا طبلية مدير البحث الجنائى بإبلاغ أحمد فراج محمد متولى يقيم مساكن حوض الدلالة بحى الغمراوى مدينة بنى سويف، بغياب نجله محمد 16 عاما طالب بالثانوى الزراعى منذ ثمانية أيام، معللا إحجامه عن الإبلاغ فى حينه بخوفه على حياة نجله وتلقيه تهديدا عبر المحمول من مجهول باختطافه وطلب فدية قدرها 75 جراما ذهب و20 ألف جنيه مقابل إطلاق سراحه.
تم تشكيل فريق بحث بإشراف مدير البحث الجنائى يضم العميد زكريا أبو زينة رئيس المباحث الجنائية والرائد وليد طاحون رئيس مباحث قسم بنى سويف ومعاونيه، حيث أسفرت التحريات عنان وراء ارتكاب واقعة الاختطاف كل من طه محمد طه 30 سنة بكالوريوس خدمة اجتماعية ولا يعمل يقيم مساكن حوض الدلالة حى الغمراوى مدينة بنى سويف واحمد احمد الروبى محمد 29 سنة سائق يقيم عزبة التحرير مدينة بنى سويف وتوصلت التحريات إلى وجود علاقة صداقة بين المتهم الأول والمجنى عليه واهما شوهدا سويا منذ أيام.
و قامت الشرطة بالقبض على المتهمين بعد تتبع ورصد المكالمات الصادرة والواردة من الهاتف المحمول الذى استخدمه المتهمان أثناء مساومة والد المجنى عليه فى دفع الفدية قامت الشرطة بالقبض على المتهمين.
وبمواجهتهما اعترفا بما جاء فى التحريات وأضاف المتهم الأول انه تمكن من استدراج المجنى عليه مستغلا صداقته به واحتجازه بإحدى الشقق السكنية المستأجرة، بمنطقة بياض العرب مركز شرطة بنى سويف فضلا عن قيام المتهم الثانى بمساومة أهل المجنى عليه وباءت المفاوضات بينهم بالفشل، وفور علمهما خلال مكالماتهما التليفونية مع والد المجنى عليه بإبلاغه الجهات الأمنية وخشية افتضاح أمرهما قاما باصطحابه إلى مقابر منطقة بياض العرب شرق النيل مركز بنى سويف.
كما قام المتهم الأول بخنقه بيديه وإخفاء جثته بإحدى المقابر وارشدا عن مكان إخفاء الجثة، تم تحرير المحضر رقم 390 /2012 إدارى قسم بنى سويف بالواقعة وتولى محمد بسيونى وكيل نيابة بنى سويف التحقيق بإشراف المستشار حمدى فاروق المحامى الأول لنيابات بنى سويف الذى صرح بدفن الجثة بعد انتداب الطب الشرعى لبيان سبب الوفاة .
ومن ناحيته، قال اللواء عطية مزروع مدير امن بنى سويف لليوم السابع أن الشرطة لم تقصر فى إجراءاتها وبذلت مجهودات ملحوظة فى الوصول إلى الجناة، وأضاف: ولولا إرادة الله ولو كتب للمجنى عليه الحياة لقام والده بإبلاغنا فور تلقيه أول مكالمة من الخاطفين مشيرا إلى أن والد المجنى عليه ابلغ بعد ثمانية أيام من اختفاء نجله وان واقعة قتل المجنى عليه حدثت قبل إبلاغ والده عن غيابه بيومين.