لقد أصبح شبح يوم 25 يناير القادم يسيطر على عقول الناس وهواجسهم، ويجعلهم يشعرون بالخوف والريبة من أن تحدث ثورة أخرى هم فى غنى عنها، ويدعون الله أن يمر بسلام ودون دماء أو إصابات هنا وهناك، والسبب فى ترسيخ هذه الهواجس هو الإعلام وأصحاب منظمات المجتمع المدنى والحركات والائتلافات وبعض إعلامى التوك شو الذين احترفوا مهنة التحريض للجمهور دون أى حرفية إعلامية..
وقيل إن جهات أمنية سيادية رصدت تحركات واتصالات لعناصر داخلية مع جهات أجنبية خارجية لتنفيذ سيناريو مخطط يوم 25 يناير الجارى، من خلال قيام ثورة أخرى جديدة هدفها فقط الدخول فى اشتباكات دامية مع عناصر القوات المسلحة بعد استفزازهم فى أماكن حيوية وسقوط قتلى، بالإضافة إلى التجهيز لإشعال الحرائق وإثارة الفوضى فى الشارع المصرى..
بل انعكست حالة التخوّف من تداعيات يوم 25 الجارى على العديد من المشاريع البرامجية والفضائية التى كان من المقرر انطلاقها أول يناير الجارى الذى تبدأ فيه عادة كل الخرائط البرامجية، إلا أن أصحاب هذه المشاريع فضلوا الجلوس على مقاعد الترقب لرصد ما سوف تؤول إليه مجريات الأحداث فى أول ذكرى للثورة وما يعقبها من نتائج، جراء الدعوات المتعددة التى انتشرت لاستقبال هذا اليوم..
بل ويدعمون وجهة النظر القائلة بأن الثورة خلال عام واحد لم تحقق شيئاً سوى فوز الإسلاميين فى البرلمان وحصولهم على الأغلبية! أى أن التيار الإسلامى هو أكبر المستفيدين من قيام الثورة التى أطاحت فقط برأس النظام بينما بقايا النظام لا يزال يرتع فى البلاد بالتخريب وإثارة حالة من الفوضى وإشعال الحرائق، وغيرها من الممارسات التى تصب ضد أهداف الثورة، كما يخشى الكثيرون من الأغلبية الصامتة أن يتحول يوم 25 يناير المقبل وخلال العيد الأول للثورة المصرية إلى ثورة أخرى تطيح بالمجلس العسكرى بعد مطالبات البعض ممن يطلق عليهم نشطاء سياسيين بإسقاطه وضرورة تسليمه سلطة البلاد فى هذا اليوم الذى يسبقه انعقاد أول جلسات مجلس الشعب يوم 23 يناير المقبل، مستندين على نص المادة 61 من الإعلان الدستورى، لم يعد للمجلس الأعلى للقوات المسلحة أية سلطة على الإطلاق سواء كانت تشريعية فور انتخاب مجلس الشعب، ولم يعد له أى سلطة تنفيذية بعد انتخاب رئيس الجمهورية.. خاصة أنهم يرون أن المجلس العسكرى الذى تسلم السلطة بعد تنحى مبارك لم يفعل أى شىء سوى محاكمة مبارك وبعض أعوانه ووقف مشروع التوريث واتخاذ الإسلاميين كشريك أساسى لهم ومساعدتهم على حصد أغلبية مقاعد البرلمان ولم يحقق المجلس الحرية المنشودة والعدالة الاجتماعية المبتغاه وحقوق الشهداء والمصابين، فلا تزال الكرامة الإنسانية غائبة ولا يزال البعد الأمنى مختفيًا عن المجتمع برغم وجود وزير للداخلية بالبلاد، ولا يزال الفاسدون من رجال الأعمال من فلول الوطنى باقون دون محاسبة، وفشل المجلس العسكرى والحكومة فى اتخاذ سياسات تحقق نجاحات على صعيد مواجهة البطالة ورفع معدلات النمو وخفض الضرائب وحفز الصادرات ودعم الاستثمارات ووقف الارتفاع المتزايد فى الأسعار وتحقيق الحد الأدنى والأقصى للأجور، وزيادة الرواتب والمعاشات وغيرها من التحديات التى فشلت الإدارة المصرية فى تحقيقها..
كما يرى البعض من المحللين أن المجلس العسكرى يخشى تسليم السلطة إلى سلطة منتخبة لعدم توفير ضمانات الانتقال الآمن للسلطة، فإذا حدث وتم تسليم السلطة من يضمن عدم مسألة المجلس العسكرى عما سلف من قتل الشهداء فى محمد محمود ومجلس الوزراء وقمع التظاهرات...إلخ .. لقد أصبحت البلاد تعيش فى هاجس اسمه يوم 25 يناير بدلا من أن تحتفل مصر على الأقل بعيد الثورة التى أطاحت بمبارك وبمشروع التوريث – على الأقل - وبناء نظام جديد للبلاد وانتخابات برلمان نزيهة فى أغلبها وموعد محدد بتسليم السلطة من قبل المجلس العسكرى وتشكيل جمعية تأسيسية لوضع دستور للبلاد وانتخاب رئيس للبلاد محدد المدة .. ينبغى أن نتوحد جميعنا أحزاباً وتيارات ومنظمات وحركات وأعضاء مجلس شعب منتخب وميدان التحرير وميدان العباسية والأغلبية الصامتة والأغلبية المتكلمة وإعلام حكومى وخاص على قلب واحد فى هذا اليوم وبعده من أجل الوطن مصر أغلى الأوطان!.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
mohab
نار حارقة على كل من يعترض طريق الثورة
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد فتحى
حلوة موضوع العباسيين
عدد الردود 0
بواسطة:
ابن مصرمن ترابها
حلوة مصر من غير التخريب