"من المواطن عبد الهادى محمد الساكن بشارع دير النحاس إلى محافظ القاهرة أناشدكم الاستجابة لاستغاثتى، حيث أقيم الآن أنا وزوجتى وأبنائى فى الشارع، نحتمى بأسوار البيوت هربًا من برد الشتاء، بعد أن انهار البيت الذى نسكن فيه، ولم يعد لنا مأوى".. بتلك الكلمات بدأ "عبد الهادى"، عامل، حديثه لـ"اليوم السابع" على طريقة فيلم "حياة أو موت" الذى وردت به عبارة "من حكمدار القاهرة إلى المواطن أحمد إبراهيم الساكن فى دير النحاس.. لا تأخد هذا الدواء.. الدواء فيه سم قاتل"، ولكن عم "عبد الهادي" جعل العبارة فى صالحه.
أكد عم "عبد الهادى" أنه كان يقيم داخل بيت كائن بمنطقة دير النحاس بالمنيل، بمصر القديمة، وتحديداً أمام البيت الذى تم فيه تصوير الفيلم الشهير "حياة أو موت"، والذى كان يسكن فيه الفنان الراحل عماد حمدي، موضحاً أن بيته تم بناؤه منذ 70 سنة، وصدر له قرار إزالة عقب زلزال 92، ولكنه لم يستطع تركه لعدم توافر شقه بديلة له ولأسرته، وأضاف "عبد الهادى" أنه يوم انهيار البيت كان يتناول الطعام مع أسرته، وفوجئ بسقف البيت يخرج منه تراب، فهرع هو وأسرته خارجه بمساعدة الأهالى، ولكنه أصيب وحفيده بإصابات طفيفة قبل انهيار المنزل من الداخل، مشيرًا إلى أنه قام بنصب خيمة على كورنيش النيل بمنطقة مصر القديمة، ولكن رجال الحى تعدوا عليه وعلى أسرته، وأزالوا الخيمة، الأمر الذى دفعه لتحرير محضر ضدهم بقسم شرطة مصر القديمة، وهو الآن يتنقل بأسرته المكونة من 7 أشخاص بجوار أسوار البيوت المجاورة، منتظراً قرارًا من محافظ القاهرة بتوفير شقة يحتمى فيها هو وأسرته.
تفاصيل الواقعة بدأت بتلقى شرطة النجدة بلاغًا بانهيار منزل مكون من 4 طوابق بشارع دير النحاس بمنطقة المنيل، بمصر القديمة، تسكن به أسرة واحدة، فانتقل على الفور رجال الحماية المدنية بقيادة اللواء عبد العزيز توفيق إلى مكان الواقعة، وتمكن رجال الإنقاذ من استخراج أفراد الأسرة عن طريق السلالم وبمساعدة أهالى المنطقة، وتم نقل بعضهم إلى المستشفى لتلقى العلاج بعد تعرضهم لإصابات طفيفة، وتحرير محضر بالواقعة، وإخطار حى مصر القديمة للوقوف على مدى تأثير انهيار المنزل على البيوت المجاورة له، وعما إذا كان الأمر يتطلب إخلاء هذه البيوت من عدمه، وتم إخطار النيابة العامة لمباشرة التحقيق.
