وصل إلى الخرطوم مساء اليوم "السبت" قادما من جوبا، وزير الخارجية محمد عمرو فى زيارة رسمية للسودان، المحطة السادسة والأخيرة فى إطار جولته بدول حوض النيل التى شملت من قبل زيارة كينيا وتنزانيا ورواندا والكونغو الديمقراطية وجنوب السودان.
ويجتمع وزير الخارجية السودانى على كرتى مع الوزير محمد عمرو فى وقت لاحق، لبحث سبل تطوير العلاقات الثنائية بين مصر والسودان على جميع المستويات السياسية والاقتصادية، وسبل دعمها لتحقيق المصالح والمنفعة المشتركة لشعب وادى النيل.
وتأتى زيارة محمد عمرو للسودان فى إطار استكمال ما توصل إليه البلدان من اتفاقيات، خاصة فيما يتعلق باتفاقية الحريات الأربع (السفر والإقامة والعمل والتملك) بجانب تعزيز التعاون الاقتصادى المشترك .
وسيبحث الجانبان كذلك عددا من القضايا خاصة استكمال مشروع البنى التحتية فى مجال الطرق، وسبل تسريع خطواتها لتسهيل حركة الإنتاج والتجارة بين البلدين، ويختتم الوزير زيارته للسودان بلقاء الرئيس عمر البشير غدا الأحد.
يذكر أن وزير الخارجية السيد محمد عمرو حرص على القيام بزيارة للعيادة الطبية المصرية فى جوبا قبل مغادرته إلى الخرطوم.
وقد تفقد وزير الخارجية قبيل إقلاع طائرته من جوبا متجهة إلى الخرطوم العيادة الطبية التى يعمل بها العديد من الأطباء المصريين من مختلف التخصصات الطبية بما فى ذلك الأطفال والنساء والعيون والرمد، بالإضافة إلى معمل التحاليل الطبية الموجود فى العيادة .
وتستقبل العيادة الطبية المصرية يوميا ما بين مائتين وخمسين إلى ثلاثمائة مريض من أبناء شعب جنوب السودان، كما يتم تقديم الأدوية إلى المرضى المترددين على المستشفى بالمجان .
وبينما كان وزير الخارجية يقوم بجولته فى العيادة الطبية مع الوفد المصرى المرافق له وبعض المسئولين من جنوب السودان فوجىء بهتافات العاملين فى العيادة من الأطباء وأطقم التمريض تدوى "تحيا مصر" وسط حالة من التأثر البالغ بين المصريين بزيارة وزير الخارجية المصرى لجنوب السودان وإدراكهم لأهمية جولته غير المسبوقة فى دول حوض النيل شريان الحياة لمصر من جانب آخر.
ويشير موفد وكالة أنباء الشرق الأوسط إلى دول حوض النيل إلى أن هتافات المصريين المقيمين فى جنوب السودان والتى جاءت تلقائية للغاية مع وصول وزير الخارجية ومرافقيه عكست حالة من التأثر البالغ لتأتى معبرة بصدق عن مشاعر مواطنين مصريين يقيمون بعيدا عن الوطن فى مهمة وطنية إنسانية تجاه أبناء شعب شقيق، لكنهم فى الوقت نفسه يعيشون داخله بقلوبهم وانتمائهم الأصيل، هذا الموقف التلقائى لم يكن الوحيد الذى يعكس مدى وعى المواطنين المصريين فى الخارج وفى الدول الأفريقية خاصة بقضايا وطنهم، حيث يشير موفد الوكالة إلى أنه رغم قلة أعداد الجاليات المصرية فى بقية دول حوض النيل التى شملتها الجولة والتى لا تتعدى المئات إلا أنهم كلما كانوا يلتقون أحد أعضاء الوفد يسارعون بالتساؤل بجدية ووعى كبيرين عن نتائج زيارة كل دولة فى محطات الجولة، وقد حرص وزير الخارجية وسط هذه الأجواء الوطنية الحماسية فى قلب مدينة جوبا على مصافحة الأطباء والعاملين المصريين فى العيادة الطبية بجوبا فردا فردا مثنيا على جهودهم ودورهم الكبير فى دعم العلاقات بين الشعبين والبلدين الصديقين.
