كم من جرائم ارتكبها نواب الشعب وأعضاء البرلمان فى فترة النظام السابق.. وكم من مصائب ارتكبت باسم الحصانة، وكم من المبالغ الفلكية تصرف من بدلات ومرتبات من خزانة بلد تملؤه الهموم والفقر والعشوائيات والغلاء ويئن معظم شبابه من البطالة وموظفيه وعامليه من ضعف المرتبات والدخول.
فكثيرا ما أجلس وحيدا أتأمل وأسأل نفسى كل هذه الأسئلة وأتخيل ما يصرفه المرشحون من دعاية انتخابية، خاصة رجال الأعمال الذين يحاربون باستماتة لنيل العضوية فى هذا المجلس الموقر الذى يستنزف أموالا كثيرة من ميزانية الدولة من بدلات وعائدات شهرية لكل عضو اعتقد أنها ليست بالقليلة بدليل الاستماتة وإنفاق الملايين حتى يحصل العضو على ذلك المقعد، فهذا التقاتل ليس من أجل سواد أعين الشعب أو من أجل تقديم الخدمات لأبناء الدائرة الخاصة بالعضو فقط، وإلا نحن نكون فى عصر جمهورية أفلاطون المثالية التى تخيل فيها عالم مثالى يعيش أفراده المدينة الفاضلة التى فيها كل أعضائها متحابين ويتبادلون الخير بلا مصالح أو ذنوب أو خطايا.
ومن هنا أنا اقترح أن يكون الدستور الجديد محددا لملامح البرلمان والبرلمانى الجديد فيما بعد الثورة خاليا من كل تلك المزايا حتى يظهر من يناضل من أجل الوصول للبرلمان على حقيقته إذا كان مرشحا من أجل رفعة هذا الوطن أم مرشحا ليملأ جيوبه وخدمة مصالحه الخاصة وأعماله التى تخصه هو وعائلته وأقربائه وأحبائه فقط.
1- أن تكون الحصانة التى يختالون ويرتكبون باسمها كافة الطقوس المشروعة وغير المشروعة داخل البرلمان فقط فلا تعفيه من جمارك أو تفتيش فى مطار أو حتى تعفيه من المساءلة القانونية فى النيابة وأقسام الشرطة فى حال إذا استدعى للتحقيق أو فى شهادة فى قضية ما.
2-عدم تعيين أقربائه والمقربين وأحيانا الراشين لتعيين أبنائهم فى الشركات والمؤسسات والمصالح الكبرى، حتى إن هناك من عمل تسعيرة للوظائف تخطت الـ15ألف جنيه، خاصة فى شركات البترول والكهرباء.
3-عدم صرف بدلات مالية فلكية حتى إن العضو منهم بعد أول سنة من الدورة البرلمانية يكون امتلك قصرا منيفا وسيارة فارهة تخطت المليون جنيه، بينما الشعب يكد ويكدح ويكاد يكفى قوت يومه بشق الأنفس فلابد أن تكون البدلات عينية كإعفائهم من الدفع فى المواصلات كالقطارات أو الطائرات، وبالتالى لن يحتاج إلى البدلات والرواتب الفلكية لأن فى الأصل تلك العضوية خدمية ولابد أن يكون العضو وطنيا ورشح نفسه من الأصل لخدمة الوطن وليس للثراء وتكوين الثروات.
4- أن يكون العضو رجلا متفرغا للسياسة وخدمة الوطن بالمشاركة فى سن القوانين المحترمة وليس لجلب الوظائف ومنح الأراضى والحصول عليها باسم عضوية المجلس الموقر.
أعتقد أننا إذا بالفعل أصلحنا تلك الأمور وعدلناها وطبقناها فقد لا نجد تلك الصراعات والتقاتل والمصاريف المهولة على الدعاية الانتخابية وأيضا قد نجد قلائل فقط من هؤلاء المرشحين الذين سيتقدمون للترشح وهم أناس اختصهم الله بخدمة البشر وهم الذين لا ينتظرون مصلحة أو رياء من وراء المناصب والذين بالفعل هم الوطنيون الحقيقيون الذين يعملون من أجل الله والوطن وهم من يتسمون بالتضحية والإيثار.
وأخير أتمنى أن يلغى مجلس الشورى الذى لا أرى له أى فائدة اللهم إلا أشخاص يجلسون على مقاعد وفى النهاية يكلفون خزانة الدولة ولا أعتقد أنه ضرورى أو مؤثر بل أيضا تكلفة وإهدار للوقت بلا فوائد هذا من وجهة نظرى المتواضعة.. أخيرا نتمنى الرقى والرفعة لمصر الغالية وليعوض الله مصر وشعبها الثلاثين سنة العجاف الماضية، والتى قضت على الأخضر واليابس برقى وتقدم وأشخاص يقودوها ويتقون الله فيها وفى شعبها لتكون من أعظم الأمم.
محمد الحفناوى يكتب: لماذا التهافت على الترشح للبرلمان؟
السبت، 14 يناير 2012 03:28 م
مجلس الشعب
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
د سامى عوض
اذا عُرف السبب زال العجب
عدد الردود 0
بواسطة:
ابراهيم الحريرى
الكلام حلو بس الفعل احلى
عدد الردود 0
بواسطة:
نورا رسمي
صح لسانك
عدد الردود 0
بواسطة:
سمير قاسم
التهاتف على الترشيح للبرلمان