كارنيجى: الإخوان غرقوا فى السياسة بحماس غير مسبوق ويشعرون الآن أنه تم استدعاؤهم للخدمة.. صعوبات تواجه الجماعة فى تكوين تحالفات ونجاحهم يتطلب توضيح أولوياتهم فى الثقافة والاقتصاد والسياسة الخارجية

السبت، 14 يناير 2012 12:22 ص
كارنيجى: الإخوان غرقوا فى السياسة بحماس غير مسبوق ويشعرون الآن أنه تم استدعاؤهم للخدمة.. صعوبات تواجه الجماعة فى تكوين تحالفات ونجاحهم يتطلب توضيح أولوياتهم فى الثقافة والاقتصاد والسياسة الخارجية محمد مرسى رئيس حزب الحرية والعدالة
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصدرت مؤسسة كارنيجى للسلام الدولى دراسة جددة عن الإخوان المسلمين وهم يستعدون من التحول من المعارضة إلى الحكم. وقال معد الدراسة ناثان براون إن الجماعة تقف الآن على حافة انتصار تاريخى مثير للإعجاب. فبعد عدة أشهر من التلميح إلى تحقيق طموحاتها الانتخابية الخاصة، غرقت الجماعة فى السياسة بحماس لم يسبق له مثيل وركزت كل طاقتها وثقلها التنظيمى على الانتخابات البرلمانية. والآن مع فوز حزبها حزب الحرية والعدالة بما يقرب من نصف المقاعد البرلمانية، وربما واحتمال الحصول على مناصب وزارية أيضا، فإن الجماعة تدخل إلى منطقة مجهولة.

وتابع براون قائلاً: "اعتاد قادة الإخوان فى الفترة الأخيرة استخدام عبارة "المشاركة وليست الهيمنة"، وربما يصلح هذا الشعار القديم للفترة القادمة، بسبب القواعد الضبابية وغير المستقرة التى تحكم بلد يمر بمرحلة انتقالية بما يجعل من الصعب على أى طرف أن يكون مسيطراً، ومع استمرار القبضة القوية للجيش فإن الجماعة سيكون له صوتا قويا لكنها لن يكون مهيمنة، إلا أن طموحات الإخوان قد ارتفعت بشكل واضح. فالجماعة ترى فى نفسها متجذرة بعمق فى مجتمعاتها وتقدم بديلاً لنظام فاسد حكم المصريين طويلاً والذى سمح بانتشار قوتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعة بما يحقق مصلحة خاصة، ولذلك فإن إخوان مصر يشعرون الآن على ما يبدو بأنه قد تم استدعائهم إلى الخدمة من جانب الأمة.

فالإخوان الذين يعترفون بأن قوتهم الانتخابية ربما تثير ردود فعل عكسة من جانب قوى سياسية أخرى، يدعون الآن ليس إلى نظام برلمانى ولكن إلى نظام مختلط أو شبه رئاسى. ورغم أنهم يتجنبون السلطة الكاملة، إلا أنهم يركزون على المدى الأطول، تأكيد مطلب قوى ومبرر بقيادة الحكم فى عملية كتاب الدستور. ويبدو أن قادة الجماعة يريدون وضع دستور ديمقراطى قبل كل شىء.

ولا يتضح كيف يمكن أن تؤثر قرارات الجماعة وسلوكها فى الماضى على تصرفاتها فى المستقبل. فعلى مدار السنوات القليلة الماضية أطلقت الجماعة عاصفة من المقترحات والبرامج السياسية التفصيلية للغاية. وإذا أراد الإخوان النجاح فى الحكم فعليهم أن يبدأوا فى وضع أولوياتها الثقافة والاقتصادية وتلك الخاصة بالسياسة الخارجية. وبينما كان اتجاه الإخوان دائماً ثقافيا وأخلاقيا ودينيا، فإن هناك مناطق قليلة تنطلق فيها المخاوف بشكل أكبر فى هذا المجال. ونتيجة لذلك، فإن الأجندة الثقافة قد تم تهميشها، لكن مع دخول السلفيين للمعترك السياسى لأول مرة، ربما يضطر حزب الحرية والعدالة إلى الاختيار ما بين التنافس معهم على القاعدة الإسلامية أو تطمين القوى السياسية غير الإسلامية فى الداخل والخارج.

ويتوقع كارنيجى أن يكون حديث الإخوان المستمر عن الرغبة فى بناء تحالف أكثر صعوبة فى تحقيقه، لأن أداء حزب الحرية والعدالة قد أدى إلى تخويف منافسيه ودفعهم إلى اعتبار أن قوة الإخوان هاجسهم الأكبر. ورأت الدراسة أنه مع استبعاد تحالف الإخوان مع السلفيين، فإن محاولات التحالف مع القوى غير الإسلامية هى طريقة جيدة لإرسال رسائل تطمينة. غير أن الاستقطاب فى السياسة المصرية على مدار العام الماضى فضلا عن مخاوف بعض الليبراليين واليساريين من الإخوان تجعل مثل هذه المهمة أكثر صعوبة.

ومن ثم فإن البرلمان الجديد سيكون منصة مهمة للإخوان لتوضيح رؤيتهم وربما استكمال مشروعاتهم التشريعية، لكنه لن يكون مكان تستطيع من خلال الحكم أو تشكيل تحالفات واضحة.

وربما يكون ذلك شيئا مريحا فى الفترة الانتقالية، فى ظل الشعور بأن مصر كبيرة على أن يحكمها حزب واحد، ومع توقع أن يكون البرلمان هدفا لسيل من المطالب والمظالم، فإن المصريين تعلموا أن يضغطوا أجنداتهم السياسية بطرق جديدة فى العام الماضى، ومن ثم فإن القدرة على نشر المسئولية سيكون مفيداً من الناحية السياسية.

من ناحية أخرى اعتبرت الدراسة أن غموض الإخوان فى الساسية الخارجية هو الأكبر ويتزايد بشكل مستمر، وتوقع براون أن قادة مصر سيسعون إلى اكتشاف كيف يمكن أن يجدوا لأنفسهم مكانا فى بيئة إقليمة سريعة التغير.

وانتهت الدراسة إلى القول بأن الإخوان المسلمين سيواجهون فى عام 2012 تساؤلات لم تطرح عليهم من قبل، ويمكنهم أن يعودوا إلى حسن البنا، مؤسس الجماعة، وكتاباته كمصدر إلهام لكن ليس لتكون دليلا عمليا للرد على هذه التساؤلات. ويجب أن يتعلموا مما قاله وزير الدفاع الأمريكى الأسبق دونالد رامفيلد بأن الديمقراطية فوضوية.

وتابع أن حيرة الجماعة بين رغبتها فى إثبات التزامها بالدين لأنصارها، وطمأنة معارضها بأنها ستعمل من خلال الوسائل السلمية والإقناع التدريجى وليس من خلال الفرض واقوة، فإن تسيس الإخوان فى العام الماضى قد أدى إلى قرار واضح بتأجيل أى أجندة ثقافية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة