وأضاف حسان أن مصر فى أعناق الأحزاب التى فازت بالبرلمان ومنحها الشعب المصرى صوته وثقته، بل وهى فى عنق كل مصرى مسلم أو نصرانى، وفى هذه المرحلة الحرجة لابد من حبها لأن حب الأوطان من الدين، ولابد من الخطو بها خطوات عملية على الطريق وأول خطوة تبدأ بنبذ الفكر الإقصائى وضرورة السماع للآخر، لأن الإسلام يعلمنا أن الإنسان مكرم من قبل الله، والله يزن الناس بميزان التقوى، فلا ينبغى أن يتوهم أحد أنه ملزم أن يدخل كل إنسان على وجه الأرض فى دين الإسلام فهو مخالف لسنة الله الكونية، مدللاً على ذلك بقوله تعالى لرسوله محمد "ولو شاء ربك لآمن من فى الأرض كلهم جميعًا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين"، مضيفاً أنه أيضا ليس من شأن أحد أن يحاسب غيره لقوله تعالى "فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب".
وطالب حسان خلال لقائه بأعضاء نادى سموحة بحضور محمد فرج عامر والصحفى محمد على خير تحت عنوان "رئيس مصر الذى نريده" على حزبى الحرية والعدالة والنور فى المرحلة الجديدة المقبلة أن يستمع كل منهما للآخر، وأن يستمعوا كلهم إلى أهل مصر جميعاً ومنهم النصارى، وأن يصفوا النفس من رؤية النفس فواحد فقط لا يستطيع أن يرفع الراية وحده، بل بالتعاون والتكاتف، مطالباً إياهم بتقديم المنهج الإسلامى بالرحمة والعمل على الأرض لأن الناس ملوا التنظير، لافتا إلى أن أهل مصر سمعوا طوال الأعوام الماضية كلاماً تكفى لآلاف السنين، ولكنهم يريدون العمل، فمصر تحتاج إلى المتجردين الذين لا يعملون من أجل دنيا أو مال أو هوى.
وشبه حسان الشعب المصرى ببذور الزهور التى توضع فى الأرض ويوضع التراب عليها، ولكنها لا تستلم فهى تدفع الطمى وتنطلق زهوراً أخاذة للقلوب، مؤكداً على أن شعب مصر يتطلع الآن الى الإسلاميين خاصة، وينتظر منهم الكثير وأن يكونوا عند حسن ظن الله وشعب مصر بهم.
وأكد حسان أن الاختلاف سنة قدرية لن تزول وقد حدث بين الصحابة والأنبياء والملائكة، ولكن هناك ضوابط للاختلاف، مشيراً إلى أن الخلاف نوعان: خلاف فى أصل الملة، وهو مذموم، وخلاف فى مسائل الأحكام، وهذا لا حرج منه، ولكن مع ضرورة إعلاء أدب الخلاف وعدم اتهامه بالعمالة والخيانة وعدم التعصب واستعمال الألفاظ النابية فى الخلاف.
وكشف حسان أن الانفلات الأخلاقى تسبب فى الانفلات الأمنى فى مصر الموجود الآن، وسوء الإعلام والتعليم، لافتاً إلى أن التغيير الحقيقى لابد أن يبدأ من داخل النفس البشرية، مضيفاً أن الفكر الأناريكى يرغب فى تحويل مصر إلى فوضى، وهو خطر على الجميع حتى الأناريكية نفسهم، مؤكداً على أن أمريكا صدرت لنا عن طريق كونداليزا رايس الفوضى الخلاقة.
وأضاف حسان أن الإعلام سبب الأزمة الموجودة حالياً لأنه مازال يمارس ثقافة الضجيج فقد ملأ القلوب بالتشكيك والتخوين وإلقاء التهم بدون دليل، فبكلمة تنال رضا الله وبكلمة تنال سخط الله والإعلام حمل شعار الشعب يريد إسقاط الشعب، متسائلاً فمن سيبقى بعد جملة الاتهامات للجميع.
وعن موقف الشيخ حسان من الدعوة لتظاهرة 25 يناير القادم قال "أقول لشعب مصر حافظوا على مصر ولا تسمحوا لأحد أن يحرقها فقد منّ الله على مصر بما تفضل عليها، فلا تضيعوا هذه المنة واستثمروها لصالح أهل البلد، وقد سئم الشعب من التدمير والإساءة الى المال العام والاحتجاجات وقطع الطرق، ونطمح فى أن تبدأ عجلة الاقتصاد لتحقيق مطالب الشعب، قائلاً إن مصر تحاك لها مؤامرة كبيرة على طول الوقت وليس يوم 25 يناير فقط من الخارج والداخل لا تريد لمصر أن تقف على قدميها، مطالباً بتشكيل لجان شعبية تنتشر فى كل مكان بنية حماية المؤسسات والمرافق الحيوية والمناطق المهمة.
وتمنى الداعية الإسلامى أن يكون رئيس الجمهورية متفقا عليه من جميع الأحزاب الإسلامية والليبرالية حتى لا تتحول المرحلة القادمة هى مرحلة تصادمية من أول خطوة للتقدم، مطالباً بان لاينتظر شعب مصر أن يأتى رجل تكتمل فيه كل الصفات، ولكن "سددوا وقاربوا وأبشروا".
وطالب حسان بأن يكون أول شىء يفعله رئيس الجمهورية كما فعل أمير المؤمنين برد المظالم، وأن تعود أموال الشعب المصرى له ثم اختيار رجال بيت المال، وهم الآن الوزراء والمحافظون فمصر تحتاج الآن إلى صدق إرادة وصحة إدارة.
ونفى حسان وجود جماعة تسمى الأمر بالمعروف ونهى عن المنكر، ولكن يوجد الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر كقطب أعظم فى الدين ولو طوى بساطه لفشت الضلالة وعمت الجهالة وهلك العباد، ولن يشعروا بهلاكهم إلا يوم التناد "كما قال أحد الأئمة، مؤكداً بقوله "نحن لسنا دولة داخل دولة، فالسلفيون والإخوان وغيرهم يعملون تحت مظلة هذه الدولة والكل تحت العدل والقانون سواء".
وقال حسان إن المجلس العسكرى باعتباره سلطة حاكمة الآن ينتقد وينصح ويوجه، وهناك الكثير من من السلبيات والأخطاء التى ارتكبها ولا نوافق عليها وعلى رأسها ان الحق لم يرجع إلى هذه اللحظة إلى شعب مصر، مطالباً بمحاسبة جميع المسئولين عن أحداث العنف التى تحدث فى مصر وإلا سوف تتحول البلد إلى فوضى.









