مهندس على درويش يكتب: طبال الرئيس

الجمعة، 13 يناير 2012 10:41 ص
مهندس على درويش يكتب: طبال الرئيس صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ويبرع فى الهيافة كل شحط ** يعرش مقعدا ويسد بابا
هذا البيت الذى لا أعرف صاحبه يلخص بدقة محنتنا الحقيقية ومأساة إعلام متخلف، وقعنا ضحيته على مدار أعوام طويلة لم يرحم فيها ضعف قوتنا ولا قلة حيلتنا، فقبل الثورة تصدر المشهد الإعلامى طباخ الرئيس، ثم سلم الراية بعدها إلى طبال الرئيس، وإلى أن يتم تسليم السلطة للشعب سوف تظل الثورة رهينة لدى النخبة، وذو الرأى فينا بطىء الخطى بليدُ المدى عزمُه خائرُ، ولابد أن نعترف بنجاح الإعلام فى تهميش دور الإنسان المصرى، وتسطيحه ليصبح مسلوب الإرادة عديم الرأى والرؤية لا يأمل فى مستقبل بعد انهيار حاضره وتشويه ماضيه، وفى سبيل ذلك استخدم الإعلام كل أسلحته، ليصنع لنا أبطالاً من ورق، ويعلى من شأن أراذل المجتمع فيجعلهم نجوماً لامعة وقدوة للمجتمع على حساب العلماء والمفكرين والمبدعين، فأصبح الرويبضه خبيراً اجتماعياً ومحللاً استراتيجياً وناشطاً سياسياً إلى غير ذلك من الأسماء، أسماء مملكةٍ فى غيرِ موضِعها كالهرِ يحكى انتفاخاً صورةَ الأسدِ، والرويبضة هو الذى عرفه النبى صلى الله عليه وسلم بأنه الرجل التافه يتحدث فى أمور العامة، فنتج عن ذلك انهيار أخلاقى رهيب يظهر جلياً الآن فى الأسلوب المتدنى للحوار الذى تخطى شاشات التليفزيون إلى الناس فى الشوارع، ولم نعد نميز الآن بين بلطجى يحمل سنجة وآخر يحمل شهادة مزورة وجائزة تقديرية مفضوحة من وزارة للثقافة، كانت تروج للشذوذ بكل أنواعه.

هذا الإعلام أيضا هو الذى أهدى لنا توفيق عكاشة الذى أكد أن حاجة مصر لخبير تزغيط أكبر من حاجتها لخبير تخطيط، ورغم أننا نراه فنتذكر قدرة الله "ويخلق ما لا تعلمون"، إلا أننا لا نستطيع أن نظلم الرجل، الذى رغم سذاجة أطروحاته استطاع أن ينتزع الضحكة من قلوبنا بعد موجات الكآبة التى نحياها بسبب المسرحيات الهابطة لمحاكمات القتلة والمفسدين، وأيضاً بسبب تخبطات المجلس العسكرى التى لا تتوقف وبالونات اختباراته التى لا تنتهى، وللحق فهو أيضاً أكثر وضوحاً من كثيرين يعيشون بيننا بألف وجه، ويأكلون على جميع الموائد، وهؤلاء لا يمكن حصرهم فى وقتنا الحالى، بيد أنهم يكشفون عن أنفسهم كل يوم من خلال حواراتهم المضحكة مع المرشحين المحتملين للرئاسة من أصحاب التوجه الإسلامى، والتى يدور معظمها حول الخمر والبكينى، حتى سأله أحدهم: ماذا ستفعل لو رأيتنى جالسا مع حبيبتى فى ركن مظلم بأحد الكازينوهات أتحسس يديها ونتبادل كلمات الغرام "وتمنيت لو أجبته أنا بدلا من المرشح الذى ألجمه شدة حيائه، لا لكى أذكره بمراقبة الله التى لا تعنيه فى شىء ولكن لأسأله بدورى: وماذا ستفعل لو ضبطتك زوجتك فى هذا الوضع المخل، وفى هذا الوكر المظلم!؟






مشاركة




التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

عادل شبانه

مهندس

عدد الردود 0

بواسطة:

المر بزياده

ذكرتنى بمشهد رائع من السينما المصريه - فاتن حمامه - استيفان روستى

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد

جبت من الأخر

عدد الردود 0

بواسطة:

محسن

هو ده ملخص الكلام

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة