مفتى الجمهورية: لا يجوز شرعاً التعقيب أو الاعتراض على أحكام القضاء

الجمعة، 13 يناير 2012 07:31 م
مفتى الجمهورية: لا يجوز شرعاً التعقيب أو الاعتراض على أحكام القضاء الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية أن دولة الإسلام هى دولة العدل، وأنه لا بد أن يكون العدل فى جميع المناحي، مضيفا أن العدل يبدأ فى ساحة القضاء ويمتد ليشمل العدل الاجتماعى، والمساواة بين الناس، ورعاية الغنى الفقير، وأن العدل هو أساس الملك، وأنه لا تبقى أمة ظالمة لنفسها، يضيع فيها حق الضعيف.

وأوضح أن علماء الإسلام فضلوا الحاكم الكافر العادل على المسلم الظالم، ذلك لأن الكافر العادل أستفيد منه أما المسلم الظالم فيهلك الدنيا والآخرة، مشيرًا إلى قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم: "الظلم ظلمات يوم القيامة".

وأضاف فضيلته فى خطبة الجمعة التى ألقاها فى مسجد فاضل بمدينة السادس من أكتوبر، أن أساس العدل وبناءه فى المجتمع يبدأ من القاضى، وأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أرسى القواعد فى بناء شخصية القاضى المسلم لأنه هو الأسوة الحسنة الذى سيقلده الحاكم والمحكوم، وأضاف أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال "القضاة ثلاثة، اثنان فى النار، وواحد فى الجنة، وهو رجل علم الحق فقضى به فهو فى الجنة، ورجل قضى بين الناس بالجهل فهو فى النار، ورجل عرف الحق فجار فى حكمه فهو فى النار".

وأوضح فضيلة المفتى أن مسئولية القاضى كبيرة وخطيرة، مما يزيد العبء على كاهل القضاة، وشدد على أن يكون قلب القاضى معلق بالله، ذاكرًا لمولاه، وأضاف أن الوالى من وظائفه أن يتخير القضاة وأن يختبرهم ويرعاهم، مشيرًا إلى أن كتاب سيدنا على بن أبى طالب إلى مالك ابن الأشتر والى مصر، يمكن أن يصلح دستورًا لمصر كما أكد الشيخ الإمام محمد عبده الذى توفى عام 1905، والكتاب يقول: "ثم اختر للحكم بين الناس أفضل رعيتك فى نفسك، ممن لا تضيق به الأمور، ولا يمحكه الخصوم، ولا يتمادى فى الزلة, ولا يحصر من الفيء إلى الحق إذا عرفه".

وذكر أن التاريخ الإسلامى سمى بدولة العدل والقضاء وكان القاضى عندنا فى التاريخ له "شنة ورنة"، وكان يحاول أن يكون من أهل الجنة، وقال الرسول - صلى الله عليه وسلم - "لا يحكمن حكم بين اثنين وهو غضبان".

وأضاف أن الله من على مصر بأن القضاء فيها ما زال متماسكًا، داعيا الله للقضاء المصرى والقضاة بمزيد من التماسك، لأنهم هم الأمل فى شيوع العدل الذى سيتحول بعد ذلك إلى عدل فى الاقتصاد والسياسة والاجتماع.

وأشار فضيلة المفتى إلى أن القاضى الذى تتوفر فيه هذه الشروط تراه وكأن عمودًا من النور ينزل من السماء عليه، ذلك لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال لأبى ذر الغفارى: "من سأل القضاء وكل إلى نفسه ومن أجبر عليه ينزل الله عليه ملكًا ليسدده"، وكان عمر بن عبد العزيز يقول: " لا يصلح للقضاء إلا القوى على أمر الناس، المستخف بسخطهم" ، وأشار إلى أنه تحدث عن شخصية الفارس النبيل وأنه الأمل فينا فى قابل الأيام، كما أنه تحدث عن فعل الخير والعطاء، وأنه عنصر آخر فى بناء الشخصية التى نريد أن نرجع إليها وأن تشيع فيما بيننا، كما تحدث عن العالم الذى يدرك شأنه ويعلم زمانه، وهو جزء لا يتجزأ من إنسان الحضارة.

وأضاف أنه لا يجوز التعقيب والاعتراض على حكم القاضى لا شرعًا ولا قانونًا، وإنه إذا كان هناك خلل فى الحكم فقد اخترع المسلمون التدرج فى الأحكام، فهناك محاكم ابتدائية واستئناف ونقض، حتى ينظر قاض آخر فى الشكل والمضمون حتى يتم العدل لأن العدل هو أساس الملك







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة