أكد الكاتب والفيلسوف الأسبانى والخبير فى المجتمعات الإسلامية فى المغرب العربى سانتياجو ألبا ريكو أن دخول الحكومات الإسلامية جاء نتيجة للضغط الشعبى الديمقراطى، وأى محاولة بمنع وصولهم سيؤدى ذلك لكارثة لنا جميعا.
وقال ريكو خلال مقابلة مع موقع كواترو بودير الأسبانى إن "جميع البلدان الإسلامية يشتركون فى نفس المبادئ التى ألهمت العمليات الثورية من الديمقراطية والكرامة ضد عدد من الأنظمة السياسية التى تشترك فى نفس سمات الديكتاتورية، من قمع وفساد وسوء استخدام الموارد من قبل النخب الوطنية التى تتواطأ مع عصابات لتحقيق مصالح اقتصادية فى الغرب.
وأشار ريكو إلى أن دور الشباب أصحاب عمليات التغيير التى أطاحت بالديكتاتوريات انتهى بوصول الإسلاميين إلى الحكم، مضيفا أن ريكو إن على الأغلب مجموعات الشباب الذين قادوا حركة التغيير التى أطاحت بالديكتاتوريين فى المنطقة العربية أصبحوا الآن مجرد سراب، وكأنهم كانوا يلعبون دورا محددا بالإطاحة بالأنظمة الديكتاتورية، وينتهى هذا الدور عند ذلك الحد ليظهر مجموعة جديدة والذين يتمثلون فى الإسلاميين الذين سيحكمون تلك البلدان، على الرغم من احتجاج البعض على ذلك".
وأشار إلى أن الأحزاب الإسلامية المعتدلة لاقت نجاحا فى الانتخابات التى جرت فى تلك البلدان العربية قائلا، نحن لا نتحدث عن إعادة أسلمة المغرب العربى حيث إنه كان دائما مسلما، ولكننا نشهد الآن تأسيس مرحلة تاريخية جديدة لمنع إعادة الديكتاتوريات الدموية مرة أخرى، والبدء فى الحرب ضد الإرهاب التى غذت تدفقات الواقع المتخلف للإسلاميين المتشددين، ومن الطبيعى أن العالم العربى شاء أم أبى سيخضع للحكم الإسلامى، وإذا وجد أى محاولة لمنع ذلك فسيؤدى إلى كارثة لنا جميعا، ولابد من إدراك أن هذه الحركات الإسلامية تأتى الآن إلى السلطة عن طريق الثورات الديمقراطية ولكن يواجه هؤلاء الإسلاميين خطرين، الأول هو الصراع المزيف الذى يوجد بين الغرب والإسلام، حيث إن هذا الصراع غير موجود على أرض الواقع ولكن ينشئه البعض كذريعة للتدخل الاستعمارى، أما الخطر الآخر هو احتمالية وجود تطرف لدى الإسلاميون أنفسهم، حيث إنهم وصلوا للحكم بسبب اعتدالهم وإذا حدث غير ذلك وأتبعوا التطرف فإنهم سيتعرضون لضغوط ديمقراطية من نفس الشعب الذى وصلهم لهذه السلطة.
ويتفق مع رأى الرئيس التونسى المؤقت منصف المرزوقى عندما قال: "حان الوقت لوقف تشويه صورة الإسلام والتحرك لمكافحة صورته التشددية سياسيا"، كما طالب وسائل الإعلام الأوروبى من التخلى عن الخوف من الإسلام"، كما أنه أطلق على الحكومات الإسلامية الموجودة فى البلدان العربية الآن "الديمقراطية الإسلامية"، حيث يرى إنه هو الاسم الأفضل والأنسب لتك الحكومات التى تطبق الشريعة الإسلامية، كما أشار إلى أنه يستبعد أن يطبق مبدأ المسيحية الأوروبية فى البلدان العربية، حيث إن فى تلك الدول الأوروبية يتخوفون من الإسلام ولن يسمحوا بالقدر الكاف لوجود الإسلاميين أو ممارسة الشعائر الإسلامية فى البلدان الأوروبية، مؤكدا أن "الديمقراطية الإسلامية" سيسمحون للمسيحيين العرب بممارسة شعائرهم بشكل طبيعى، ولذلك فلا توجد مخاوف من وصول الإسلاميين إلى ذلك المنصب.
وفى نهاية اللقاء قال إن المظاهرات التى تجتاح بعض البلدان العربية أثناء هذه الفترة تمنع الربيع العربى من التطور والمضى قدما، وكل ما تسمح به هو إعطاء فرصة لأعمال الشغب وتعطيل الإرادة للوصول إلى الاستقرار.
يذكر أن ريكو دائما ما يفضل العيش فى دول شمال أفريقيا، وأنه عاش فى مصر فترة من حياته ومن قبلها كان يعيش فى تونس، ومن أشهر كتبه (قواعد الفوضى ) فى 1995، كما أنه نشر فى مارس 2011 كتابه عن العمليات الثورية التى أدت إلى الربيع العربى، والآن بعد انتهاء الانتخابات التى جرت فى المغرب وتونس ومصر وبعد إنهاء الحرب فى ليبيا.
كاتب أسبانى: أى محاولة لمنع وصول الإسلاميين للحكم ستؤدى لكارثة
الجمعة، 13 يناير 2012 03:39 م