إذا كان نصف الحب اهتماماً.. فنصفه الثانى احترام.. وقفت طويلاً أمام هذه العبارة التى شدتنى كلماتها لأتمعن بحروفها وبمفهومها الراقى، ولأستعيد الزخم الهائل من التوصيات التى تلقيتها فى صغرى عن الاحترام وأدبه، وكيف يكون وكيف التعامل به.
جميل جداً أن يمتلك الفرد منا أناقة نفسية عالية المستوى.. من خلالها يتمتع بسمات ومهارات تجعله يتحلى بصفات هى مكتسبة لديه.. اكتسبها صناعيا وليست سمات موروثة.. وإنما تشبع بها من أهله ومدرسته، والجو الذى يحيط به، ليتفاعل معها على طريقته، ويبدأ بممارستها، سواء مع أسرته أو رفاقه بالعمل، أو بأى مكان ينتمى إليه.
وما أروع العلاقة الزوجية التى نبدأ بها حياتنا.. أن تكون مبنية على الحب والاهتمام والتفاهم والثقة والاحترام.. فالاحترام هو اللبنة الأساسية التى تنبع من داخل نفوسنا، وتجعل لدينا قدرة رهيبة على اكتساب ومحبة الناس.. وتمنحنا فرصة رائعة لنبدأ حياة نمتلك فيها الكثير من العواطف الصادقة التى نعطيها للآخرين بحب ووئام ورضا من النفس، ونغرسها بقلوبهم وقلوب أبنائنا بدفء.. ونبض صادق يجعلنا نفتخر بذاتنا أولا وباحترامنا لأنفسنا ثانيا.
فالاحترام المتبادل فى المقام الأول بين الزوجين هو الدعامة الأساسية لتقوية رابط الحب بينهم.. فالمرأة التى تحترم زوجها، وتشاركه مشاعره وأحزانه وأفراحه هى زوجة بالدرجة الأولى تحترم نفسها، وتحافظ على كيان أسرتها، وتنشئ جيلا يتحلون بالقيم والمبادئ والأخلاق والاحترام، لأن الأسرة إن بنيت على دعائم المودة والرحمة والتضحية والتعاون نشأ لديها أولاد مغروسة فيهم هذه الصفات التى يكون شعارها الحب والاحترام لنكمل معا مشوار الحياة.
وكذلك الزوج الذى يحافظ على كرامة زوجته، ويستمع إليها إذا تكلمت، وينظر إليها إن تحدثت، ويستشيرها ويأخذ برأيها إن كان صائبا، ولا يشوه صورتها أمام نفسها، أو يقارنها بغيرها من النساء، ولا يهينها بكلمات تعطى أثراً سيئاً على نفسيتها.
هذه العوامل جميعا تساعد على التماسك بين الأسرة، ويسود الحب بين أفرادها، ويتعلمون الأولاد الاحترام والتقدير من أبويهم.. وطبعاً موضوع الاحترام يحتاج لصفحات، ولكن لو طبقنا القليل منه لعشنا فى قمة السعادة.. ما أجمل أن نحترم الكبير ونجله، ونحترم أستاذنا الذى تعلمنا وتربينا على يديه.. وما أروع أن يحترم الصغير الكبير ويساعده إن احتاج له.
ولكن الاحترام لا يأتى من فراغ، لأن بدايته هى احترام الذات، ونعرف حدودها ولا نتخطاها، ونكون راضين تماماً عنها تجعلنا فى صفوف الناس الخلوقين الذين يتمتعون بالأخلاق الرفيعة والعالية، وتجعل الآخرين، وبشكل طبيعى يحترمونا ويجلونا، ونصبح عندهم من ذوى الأخلاق الرفيعة.. فى النهاية لا يسعنى سوى أن أقول.. هل احترام النفس شىء صعب؟ فلماذا لا نحترم أنفسنا حتى يحترمنا الآخرون.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
رولا البني
ما أجمل كتاباتك أيتها الملكة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
روعععععععععععععععععة ما كتبتي
عدد الردود 0
بواسطة:
منال
موضوع هام جدا
عدد الردود 0
بواسطة:
مصعب
محترمة محترمة
عدد الردود 0
بواسطة:
سمير احمد مشيمش
و لك منا ا يتها الساحره ... .. كل الحب والاحترام المتبادل .
عدد الردود 0
بواسطة:
منى
رائع ما كتبت
عدد الردود 0
بواسطة:
سمير احمد مشيمش
الاحترام المتبادل ... سر الحياه للحب
عدد الردود 0
بواسطة:
د. طارق النجومى
طرح رائع
عدد الردود 0
بواسطة:
صلاح عبدالرحمن
نصف الحب مودة ونصفه بر
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد
ما كل هذا المديح والإطراء؟!!!!