جيهان الحسينى تكتب: سامحنى يا وطنى

من خلف تخوم اليأس الذى بات يسكن فى النفس ويملأها حزنًا وتعاسة على وطنٍ أحببناه وكان لنا كل الحياة بالأمس واليوم غدا حبه شوكة بالقلب ونحن نراه يتألم ويصرخ ونحن لا نملك له شيئاً، أصبحنا تائهين فى دروب معتمة يتخبطنا اليأس فيسقطنا صرعى بفعل شىء خفى يفسد علينا حلماً حلمناه منذ الأمس البعيد وعندما آن الأوان أن نقطف هذا الحلم، طاردتنا أشباح الظلام وخفافيش الليل من كل حدب وصوب أبت إلا أن تسلبنا حلمنا القديم وتحيل حياتنا إلى سلسلة من شقاء لا متناهى يدمر النفس ويسلب الروح ويتركنا جثة هامدة على دروب الوطن الحزين المفجوع فينا نحن أولاده.

دموع الحزن تتناثر على نهار الوطن فتحوله إلى ليل خانق يشق عبابه صرخات الألم وأنات الحزن وعذابات وطن وعذابات حفنة من أبناء هذا الوطن.

باتت كل الكلمات بلا معنى، أصبحت مجرد همهمات لا تغنى ولا تسمن شيئاً، مجرد جدل عقيم لا يوصلنا إلا إلى طرق مسدودة من خلاف أحمق يزيد من تمزق الوطن وآلامه.

أبكيك يا وطنى.. أبكى كل ما أحببته فيك، أبكى حلماً لم يكتمل وصورة لواقع لم أتمنى رؤيتها يوماً، أبكى دموعك التى تسيل دماء يغرق فيها أبناؤك وهم يتناحرون على شئ زائف وتركوك تئن وتتوجع وتشكى حزنك وبثك لله الواحد القهار.

سامحنى يا وطنى أشعر بعجزى وضعفى أمام آلامك وأحزانك وبت لا أقوى على شىء.