بعد أيام قليلة يكون قد مر عام على ثورة 25 يناير، التى هزت أركان الظلم والاستبداد.. هذه الثورة التى أجبرت طاغية من طغاة هذا العصر على التنحى عن الحكم، بل وقضت على حلمه بتوريث ابنه حكم مصر.. يحتفل المصريون بهذا اليوم وهم يتذكرون تلك الأحداث التى مرت وحدثت فى ثمانية عشر يوماً خالدة من 25 يناير حتى 11فبراير وهو يوم التنحى.
وإن كنا سنحتفل فلا بد أن نحتفل فى كل يوم من الثمانية عشر يوما، لما فيها من ملاحم وبطولات تسطر بحروف من نور فى سجل التاريخ.
وبعد مرور عام على الثورة، فلا يزال المشهد الثورى شبه مستمر ولم تصل الثورة بعد إلى نقطة النهاية.. ولم تحقق أهدافها بعد.
فلا تزال أذناب النظام الفاسد السابق تعبث على أرض الوطن بين الحين والآخر.. بل لايزال رأس النظام البائد يلقى عناية فائقة فى المركز الطبى العالمى.. وبعض أركان حكمه قابعين فى محبسهم مع ولديه لا يعلم مصير قضاياهم إلا الله.
وبرغم الحالة الضبابية الكثيفة التى تسود الأجواء المصرية الآن،
إلا أن هناك أشعة نور تخترق هذا الضباب الكثيف.. وأصوات عذبة تسمع وسط ضجيج الفوضى المصاحب لهذه المرحلة لتعلن
أن أبناء مصر قادرون على بناء حائط الديمقراطية القوى.. وأن هناك من أبنائها شرفاءً يلتفون حول هدف واحد وهو بناء مصر الحديثة، كدولة للعدالة والحرية والقانون.. وإن كان ما تحقق حتى الآن للوصول كما نريده لمصر قليل، ولكنه لم يكن يتوقعه أحد فى يوم من أيام العهد البائد الفاسد.
إن الامل أن تمضى الثورة فى مسيرة التحول الديمقراطى على أساس توافق وطنى، يجمع طوائف الشعب كما كانوا خلال الثمانية عشر يوماً الخالدة يدا واحدة يجمعهم هتاف واحد (الشعب يريد إسقاط النظام) فمصر بحاجة الآن لهذا التوافق أكثر من ذى قبل.
والأمل أيضا أن يتمسك المصريون بوحدتهم وحرصهم على ألا يتركوا فرصة لتسلل أعداء الثورة والوطن من الداخل والخارج، يجب أن يعلم الشعب المصرى أن ثورته مستهدفة وأن وحدتهم مستهدفة، ولكن الشعب بوعيه المعهود وتماسكه المشهود سوف يمضى لتحقيق ما أراد من عدالة وحرية وديمقراطية.. سوف يمضى لتحقيق الأمن والأمان والاستقرار.. ولن يصح إلا الصحيح.. وسوف تحقق الثورة أهدافها بإذن الله.
