توقعت مجلة "فورين بوليسى" الأسبوعية الأمريكية، أن يتعزز دور ونفوذ جامعة الدول العربية الإقليمى على الصعيدين السياسى والاقتصادى، فى ظل الربيع العربى، وذلك بعد خفوت صوتها لسنوات عدة.
وقالت المجلة الأمريكية، فى سياق تقرير اليوم على موقعها الإلكترونى، إن تزايد هذا الدور لجامعة الدول العربية تجلى بوضوح فى قراراتها تجاه الانتفاضة فى سوريا والثورة فى ليبيا، مما يتيح لها الفرصة لتقوية دورها وقدرتها على القيام بدور أكثر إيجابية فى تحديد مصير المنطقة فى ضوء المعطيات الجديدة فيها.
وقارنت المجلة بين الدور، الذى وصفته بالهامشى، لجامعة الدول على مدى السنوات الماضية وبين دور الاتحاد الأوروبى الذى تم تأسيسه بعدها بنحو عشر سنوات، لكنه تطور بشكل كبير ليتخذ قرارات اقتصادية وسياسية حاسمة.
ورأت المجلة أن الربيع العربى غير كل شىء حتى الجامعة العربية التى نادرا ما أقدمت على اتخاذ قرارات بشأن أعضائها، ولكن هذا تغير بوضوح فى قرارها بالموافقة على هجمات حلف الشمال الأطلسى فى ليبيا الذى لولاه لربما كان سيزال العقيد الليبى معمر القذافى فى الحكم حتى الآن، وأيضا قرار فرض العقوبات ضد سوريا – فى خطوة تعتبر الأولى فى تاريخ الجامعة – الذى يهدد شرعية نظام بشار الأسد.
وتساءلت المجلة عن السبب الحقيقى وراء تزايد نفوذ الجامعة، وهل يعود للتأثير المتنامى لبعض الدول أم بسبب رغبة الدول الأعضاء الحقيقية فى السماح للجامعة للقيام بدور أكثر إيجابية فى الشئون العربية؟.
وأضافت أن الجامعة العربية تستطيع أن تقوم بدور سياسى كبير بوضع القوانين للحكومات باحترام التعددية وحقوق الإنسان وانتقال السلطة السلمى وتستطيع أيضا أن تضع قوانين العملية الديمقراطية لأعضائها ومساعدتهم على التكامل فى مجالات التجارة والعمل لتبقى بذلك جزءا من الحل وليس المشكلة.
واعتبرت فورين بوليسى أن الأمين العام الحالى لجامعة الدول العربية نبيل العربى الذى ظهر بعد فترة ما بعد مبارك خير من يقود هذا التغيير وإدخال إصلاحات فى الجامعة وأن الفرصة الذهبية لهذه الإصلاحات تأتى بتقديم عروض ومقترحات عملية لدفع التطور تجاه منطقة متكاملة اقتصاديا ومتعددة سياسيا.
وأبرزت المجلة الدور الفعال الذى قامت به الجامعة فى كل من سوريا وليبيا، موضحة أنه بين للمجتمع الدولى الحدود التى يمكنه التصرف وفقها، ومشددة على أهمية أن يكون للجامعة دور جديد يتسم بالحسم يتواكب مع أجواء الربيع العربى.
"فورين بوليسى" تتوقع تألق الجامعة العربية فى ظل الربيع العربى
الخميس، 12 يناير 2012 08:05 م