علا عمر تكتب.. عيد ميلاد بنت مصر

بدأنا منذ بداية العام ف العد التنازلى ليوم من أهم الأيام ف تاريخ مصر، وهو يوم 25 يناير ذكرى ميلاد بنت مصر (الثورة) هذا اليوم الذى يستحق بكل إصرار وعند وحب وخوف كل سنة وإحنا طيبين كل سنة وإحنا بخير كل سنة وإحنا منصورين وحقنا راجع إنشاء الله، كل سنة كنا واقعين بس رجعنا وقفنا والضربة ولاٌ الخبطة أو حتى الرصاصة ما بقاش ينفع توقعنا لأننا اتجمعنا اتجمعنا أسود وأبيض مسيحى ومسلم ولد وبنت شيخ وكاهن امرأة ورجل متعلم وأمى قاهرى وإسكندرانى وسويسى ودلتاوى وبورسعيدى ونوبى وأسوانى، من كل شبر فى أرضها اتجمعنا تحت اسم مصرى تحت سما واحدة وتحت سقف واحد وتحت هدف مشترك اتجمعنا ضد (الفساد) اتجمعنا ضد (الظلم) اتجمعنا ضد (الكرامة) المهدورة كانت موجودة بس مهدورة، لأن مافيش مصرى بيتولد من غيرها دى وراثة وأهم صفتنا الوراثية اتجمعنا ضد (العنف) اتجمعنا ضد (اغتصاب )الممتلكات والحقوق اتجمعنا كلنا عشان بنحبها وعاوزين نعيش فيها بالعدل وأحرار اتجمعنا عشان مافيش ديكتاتور أو أياً كان يصدق نفسه للأبد ويعيش فى وهم من نسج خياله أو مس من شعاع الكرسى اتجمعنا عشان مصر قالتها (أنا مش بتاعة حد أنا حرة مدى الحياة) قاهرة لكل اللى يفتكر أنه سرقنى من أولادى وامتلكنى قالتها مصر بعظمتها قالتها من سنين من آلاف السنين ليه ماراجعتوش التاريخ ؟مين امتلك مصر قبل كده؟ مهما طالت الزيارة ورحبت بيه؟هكسوس ؟ تتار؟ مماليك ؟ صليبين؟ فرنسيين؟أتراك؟عثمانيين؟ دخلها سلطان أو مالك ملوك الأرض وخرج !!!طول عمرها كانت لعنة على اللى قرٌب من ولادها أو فكرفيها بسوء آه بس أنت بالنسبة لها ف الآخر ضيف حتى ولو ثقيل مهما كان عظمتك وترسانتك وزخيرتك مخابرات وداخلية وأمن دولة وامن مركزى لحمايتك !! ضد أولادها! أد إيه مصر كانت كريمة مع كل الضيوف لدرجة إن الضيوف نسيوا إن هما ضيوف وافتكروا نفسهم أصحاب مكان وفلل وقصور وأراضى وبنوك وأموال وبورصة وبترول وغاز وياه.... عد لبكرة الصبح للأسف وهى دى المفاجأة والكومديا السودا على من أرادها بسوء كل دى كانت ضيافة ولكن آن الأوان لدفع الحساب .أعتب على القدر بشدة ف اختيار الضيوف(الحُكام) لا أدرى لماذا لا تُلقى عندى قبول جملة من يحكم مصر? لأن هذه الجملة كبيرة بشكل مفزع على صاحبها لم أقصد مصر ذاتها لأن مصر ف حٍل من المقارنة بينها وبين شخص حتى ولو كان فرعونى فى وجهة نظرى مصر دايماً بأولادها متجمعين وعظمتها وشموخها مهما تأخرت هى التى تحكم ولا تُحكم أرى فى وجهها سماحة وكرم وابتسامة وخفة دم وجمال وشعاع نورانى وجاذبية إلهية وفى نفس الوقت سيطرة وغضب وقوة وعنف وانتقام وشموخ وعزة وكبرياء الحضارات آه هى دى مصر كل حاجة وعكسها أحياناً أتعجب لماذا يوجد عند بعض السياسيين الذين يتهافتون ويتصارعون على الحكم غباء سياسى؟؟ آه غباء وآسفة أنى اكتب إن كلمة غباء وصف بسيط لكل من يتصارع على السلطة كيف يحفظون التاريخ ولا يفهموه ولا يتخذونه عبرة لمجرد حب السلطان والنفوذ والقيادة والسيطرة مصر اقوى وأضخم بكثير من مجرد حكم عسكرى آسف فى اللفظ متصور أنه حاكم أو حكم مدنى أو مجلس إخوانى سلفى ليبرالى متصور أنه وصل وحقق نجاحات مصر (طلسم فرعونى) فك رموزه فى يد أولادها فقط متجمعين من أكثر الأحاديث التى تحدث بين المصريين فى المصالح العامة أو المقاهى أو البيوت إن الإجازات فى مصر كتير وفى الشهر الواحد ممكن تلاقى سبع أيام أو عشر أيام إجازة غير الجمعة والسبت عشان مصر ذكرياتها كتير إنجازاتها مالهاش مثيل حزنها كان كبير وانتصاراتها أيضاً من جيل ل جيل هرم وشمس وميه ونيل كل سنة و25 يناير ويوليو وإبريل وكل الشهور اللى مصر وأولادها علٌموا فيها علامات وحفروا فيها ذكريات منقوشة بالدم أو بالدموع أو حتى بالنصر مباركة على أولادها وملعونة على أعدائها.