الحرية هى شىء من الديمقراطية، ومن الديمقراطية قبول الآخر واحترام رأيه، والحرية التى هى جزء من الديمقراطية - والتى نادى بها المُنادون - تشمل حق إبداء الرأى والرأى الآخر، وتشمل حرية التعبير عن مكنون صدور أياً من أفراد الشعب، وعما فى مكنون عقولهم أياً كانت اتجاهاتهم، كما تشمل الحق فى إبداء الرأى وضرورة قبوله ولو كان مُخالفاً لرأى آخر !!
وإذا كانت الحرية فى مفهوم ثوار 25 يناير وفى مفهموم مؤيديهم هى رفض أو عدم قبول الرأى الآخر، بصورة وصلت بهم فى بدايات ثورتهم إلى ضرب وإهانة وتوبيخ المعارضين لهم، وسب وقذف بعض آخر من المواطنين والفنانين والرياضيين، أو لغيرهم ممن خالفوهم فى الرأى !!
أو كانت الحرية وفق مفهومهم هى سب وقذف ورفض "غير موضوعى" للمجلس العسكرى الحاكم وأعضائه، أو سب الحكومة وإهانة رئيسها وأعضائها المغلوبين على أمرهم !! ناهيك عن توجية الإهانات لكل قادة المجتمع وكوادره !!
وإذا كانت الحرية لدى الثوار ومؤيديهم هى السخرية من آراء معارضيهم، والاستهزاء بها وبهم، واعتبارهم خونة وفلول لنظام فاسد يجب أن يُسحلوا ويُعدموا فى ميدان عام !!
وإذا كانت الحرية هى اتهام المؤيدين للنظام السابق صاحب الإخفاقات القليلة، وصاحب الإنجازات الكثيرة والمتعددة وغير المسبوقة فى مناخ مصر الاقتصادى والسياسى، أو المؤيدين للاستقرار الذى كان، أو حتى المؤيدين للرئيس السابق مُبارك - بأنهم عملاء وأصحاب مصالح وأتباع وأذناب للسُلطة لمجرد اختلاف رأيهم ورؤاهم مع الثوار ومؤيديهم..
وإذا كانت الحرية هى نشر الفضائح ونشر البلاغات ذات الأرقام (المليارية) الكاذبة وغير المُدققة لتصفية حسابات شخصية ضد أركان نظام أصبح ضعيفاً لايملك من أمر نفسه شىء، أو كانت هى العزف على أوتار مشاعر الشعب دون العزف على أوتار عقله لتحقيق مكاسب شخصية !!
وإذا كانت الحرية هى قيام الإعلام المرئى والمسموع بإفساح المساحات الزمنية بالتليفزيون والراديو فى جميع القنوات والمحطات حتى الدينية منها، لاستضافة شباب الثورة ومؤيديها دون استضافة من يملك الشجاعة فى إبداء رأى مُخالف لهم !!
أو كانت فى قيام الإعلام المقروء بإفساح المساحات الورقية لنشر مقالاتهم ومقالات مؤيديهم دون نشر مقالات المُعارضين لهم !!
وإذا كانت الحرية هى هذا التحول المجنون فى آراء ورؤى كثير من مؤيدى النظام السابق، وأخص منهم رؤساء تحرير وصحفيين الجرائد القومية، واتجاه أرائهم ورؤاهم إلى الطريق المعاكس بهذه الصورة الكئيبة من النفاق والرياء وممارسة مهنة الصحافة السامية من أجل لقمة العيش فقط !!
وإذا كانت الحرية هى تلك الإضرابات عن العمل لعمال جميع المهن، ناهينا عن الإضرابات عن الطعام، أو هى فى هذه الوقفات الاحتجاجية الفئوية التى اتبعت مع الدولة والحكومة فلسفة (لى الذراع) أو فلسفة (ضرب الحديد وهو ساخن !!) بدون وضع قيمة مصر ومكانتها وعظمتها وحضارتها واستقرارها واقتصادها فى الاعتبار الأول والأخير !!
فيا من ترون أن الحرية المنشودة لمصر وشعبها هى هذا وهذه، وهى ذاك وتلك.. فاسمحوا لى أن أرى وأن أقول إذا كان ذلك كذلك.. فتباً لها حرية، وتباً للمنادين بها !!
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
متابع
هذا حصاد ما تم زرعه
عدد الردود 0
بواسطة:
علي النجار
الحرية لا هي شيء ولا شويات .. الحرية قيمة يا استاذ
عدد الردود 0
بواسطة:
فوزي المصري
الثوار مش عايزين حرية .. هما عايزين فوضي
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري قوي
الكاتب ده محترم
انا بحب اقرا كلامه بس هو ليه مابيردش علي التعلقيات
عدد الردود 0
بواسطة:
ثائر
عزيزى الكاتب
عدد الردود 0
بواسطة:
حافظ شوقي
شبرا الخيمة
الاول سطرين معني الليبراليه
عدد الردود 0
بواسطة:
سعيد سالم .com
عزيزي المصري قوي ( صاحب التعليق رقم 4 )
عدد الردود 0
بواسطة:
سعيد سالم .com
عزيزي الثائر ( تعليق رقم 5 )
عدد الردود 0
بواسطة:
سعيد سالم .com
الاستاذ الكريم / علي النجار - تعليق رقم 2
عدد الردود 0
بواسطة:
شكري ابو بطيخه
للسائل عن الحريه