إن كثيرا من الناس يشعرون بانقطاع الرابطة بين الفعل وجزائه؛ فالتعب لايؤدى إلى الراحة وإنما إلى مزيد من الشقاء؛ والمعادلة مقلوبة الذين يتعبون لا ينالون والذين لا يتعبون ينالون كل شىء وينتظر البعض أن تأتيه (خبطة العمر) فرصة واحدة تكفى؛ يشارك فى المسابقات الكبيرة أملا فى كسب المليون، ويسعى للزئبق الأحمر والتنقيب عن الآثار والكنوز فى باطن أطلال البيوت للوصول إلى التماثيل المرصعة بالذهب، وهناك شركات نشأت على رغبات هؤلاء الطماعين الذين يبحثون عن خبطة العمر، إن المجتمعات التى تئن تحت مطارق الفقر والجهل والمرض والبطالة تدفع شبابها دفعا نحو الإحباط والشعور بانسداد الآفاق؛ لقد أصبح القول إن فلانا طيبا وابن حلال أشبه باللمز، وينصرف الذهن إلى أنه قليل الحيلة، أما لو قيل فلان مجدع وشاطر يعنى أنه يجيد الحصول على المال بشتى الوسائل. والموظف الذى يعمل باستقامة ونزاهة، عليه أن يبحث عن عمل آخر يستغرق جل وقته من أجل توفير مصاريف المعيشة، وأظن أن نسبة لا تتعدى 20% من الناس من يمنعهم دينهم وخلقهم عن الولوج إلى الحرام، أما الباقى فيسبحون مع التيار بحجة الضرورة تبيح ذلك، وفى حديث عابر مع أحد الخبراء المشهود لهم بالكفاءة أفضى إلى الرجل بمعاناته لكى يوفر طلبات منزله، حيث يجد أولاده لا يكفوا عن طلباتهم أسوة بأولاد خالتهم المتزوجة من ضابط إيقاع فى فرقة شهيرة، ورحت أدعو لهذا الخبير الذى استطاع أن يتصدى لمغريات الحياة ويحفظ الأمانة فى عمله وأدعو الله أن يرزق أهله القناعة والرضا، فما أكثر من يريدون شراء ذمة هذا الرجل وما أكثر من يعيشون على أرض مصر يتحرون الحلال ويقنعون بما قسم الله لهم.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
صدقت
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد عزت
كلامك جميل يريح القلب والبال
التعليق فوق
عدد الردود 0
بواسطة:
أشرف الزهوى
القابض على دين
عدد الردود 0
بواسطة:
إسلام المغيني
اللهم أهدي كل عاصي