وزيرا خارجية مصر وتنزانيا يؤكدان أهمية عدم إعاقة تدفق مياه النيل

الأربعاء، 11 يناير 2012 01:35 م
 وزيرا خارجية مصر وتنزانيا يؤكدان أهمية عدم إعاقة تدفق مياه النيل وزير الخارجية محمد عمرو
دار السلام (أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد كامل عمرو وزير الخارجية استعداد مصر الكامل لتقديم كافة أشكال التعاون والمساعدات اللازمة لتنزانيا. وقال وزير الخارجية محمد عمرو فى مؤتمر صحفى مشترك مع نظيره التنزانى برنار ميمبى اليوم، فى ختام مباحثاتهما بالعاصمة دار السلام، إن هناك العديد من المستثمرين المصريين الذين بدأوا التوجه بقوة لتنزانيا، مشيرا إلى أنه حصل من نظيره التنزانى على قائمة بأهم المشروعات التى يمكن لرجال الأعمال والمستثمرين المصريين المساهمة بها.

وأشار فى هذا الصدد إلى آفاق التعاون الزراعى بين الجانبين فى ضوء مساحات الأراضى الكبيرة الموجودة فى تنزانيا والصالحة للزراعة، وكذلك الأمر بالنسبة للتعاون فى مجال الطاقة والكهرباء. وأعرب عن استعداد مصر لإرسال خبراء فى مجالات عدة من بينها الطاقة والزراعة والرى لمساعدة الشعب التنزانى، وكذلك فى مجال الصحة وهو مجال واعد. وقال إن مصر ترسل وستواصل إرسال قوافل طبية إلى تنزانيا، مؤكدا كذلك استعداد مصر لإقامة مستشفيات طبية وتصدير الأدوية إلى تنزانيا.

وأوضح أنه تمت مناقشة إمكانية استيراد بعض المنتجات من تنزانيا بما فى ذلك اللحوم. وقال وزير الخارجية إن هناك رجلى أعمال مصريين قد وصلا إلى دار السلام استعدادا للتعاون فى مجال حيوى مهم، وهو تكنولوجيا المعلومات واستكشاف فرص التعاون بين الجانبين فى هذا المجال.

ونوه كذلك بالتعاون القائم فى مجال النقل الجوى وخطوط الطيران فى ضوء تدشين خط طيران مباشر مع تنزانيا مؤخرا. وأكد وزير الخارجية محمد عمرو أن النيل هو حياة لمصر فهو مصدر مصر الوحيد للمياه، مشددا على أهمية أن تعمل تنزانيا مع مصر لحماية حقوق مصر من المياه وفق الاتفاقيات الموقعة بهذا الشأن 1929 و1958، وأهمية وضع خريطة طريق بهذا الشأن وحماية مصالح جميع الدول بما فيها مصر. فالنيل يجب أن يظل يوحدنا ولا يفرقنا.

وقال وزير الخارجية محمد عمرو إن العلاقات الثنائية مع تنزانيا لا تبدأ من فراغ لكنها تستند لثقافة مشتركة وتعاون طويل الأمد وميراث تاريخى، يمتد لمرحلة استقلال تنزانيا إبان فترة الرئيس الراحل عبد الناصر وجوليوس نيريرى.

من جانبه قال وزير خارجية تنزانيا إنه تمت مناقشة العديد من الموضوعات، مشيرا إلى أنه كان من أهم الموضوعات التى تمت مناقشتها هى مياه النيل واتفاقية 1929 و1958. وأوضح أن مياه النيل بالنسبة لمصر هى الحياة. وقال إنه ناقش مع السيد محمد عمرو الوسائل والسبل الكفيلة بأن يستفيد من نهر النيل الشعوب التى تحتاجه فعلا. فنهر بطول ستة آلاف و400 كم يمر من الجنوب للشمال ويفيد الشعب المصرى أكثر من أى شعب آخر فى العالم وهو النهر الوحيد لمصر.

وأضاف أن المصريين ولقرون عاشوا مع نهر النيل النهر الوحيد الذى يمر بأرضه، ولذلك فإن النيل هو القلب النابض للشعب المصرى. وقال إن واجبنا كحكومات فى دول حوض نهر النيل بما فيهم حكومة تنزانيا أن نؤكد للحكومة المصرية إدراكنا لمدى حساسية الشعب المصرى لهذا الموضوع الحساس للغاية، وأن نتعاون مع حكومة مصر للتأكد من أننا لن نضر أو نعوق نهر النيل الذى يعيش على مياهه ملايين المصريين.

وأشار إلى أنه من المهم أن نجلس سويا لوضع ترتيبات وترتيبات بديلة من جانب تنزانيا من أجل ترشيد استخدام موارد هذا النهر بالشكل الذى لا يؤثر ولا يعوق تدفق مياهه لشعب مصر بشكل سلس .

وقال إنه تمت مناقشة العديد من المسائل الثنائية من بينها التعاون الطبى والصحى بين البلدين، حيث أبدت مصر استعدادا لتقديم المساعدات الطبية الصحية لتنزانيا والمساعدات الفنية المصرية التى تقدم لتنزانيا لمواجهة الأزمات الاقتصادية التى تمر بها، بالإضافة لمسائل من بينها خط الطيران المباشر الذى يعمل بين القاهرة ودار السلام، وزيادة عدد الرحلات الأسبوعية وجعله نقطة ارتكاز إقليمية للطيران فى المنطقة. وأضاف أنه تم بحث التعاون التجارى والاستثمارات بين البلدين، فى إطار الرغبة فى التعاون الدائم بين الجانبين، بالإضافة إلى تطورات الأوضاع فى مصر فى ضوء حرص تنزانيا على الاستقرار فى مصر. وأكد أن تنزانيا تؤمن بأن الاستقرار فى مصر هو استقرار لأفريقيا بأسرها.. معربا عن أمله فى تحسن الأوضاع فى مصر.

وردا على أسئلة الصحفيين قال وزير خارجية تنزانيا برنار ميمبى إن بلاده تولى أهمية كبيرة للاستثمارات المصرية خاصة فى مجال الزراعى والرى وحفر الآبار، نظرا لوجود مساحات شاسعة صالحة للزراعة فى بلاده تحتاج لاستثمارات.

وأضاف أن هناك مجالات أخرى لا تقل أهمية وبها فرص كبيرة للتعاون مثل مجال التعدين والمناجم ومشروعات البنية التحتية وخطوط السكك الحديدية والسياحة، حيث تأمل تنزانيا فى أن تساهم الاستثمارات المصرية فى مضاعفة الطاقة الفندقية بتنزانيا. وأشار كذلك إلى قطاع الطيران والأدوية والقطاع الصحى وآفاق التعاون الرحبة بين الجانبين بِشأنهما.

وعقب وزير الخارجية محمد عمرو، مؤكدا أن هناك العديد من الشركات المصرية الكبرى التى يمكنها العمل وبقوة فى تنزانيا لمصلحة شعبى البلدين. وأشار إلى أهمية الإطار القانونى لتنشيط العلاقات بين البلدين، وهو ما يمكن تفعيله فى ظل قدوم الاستثمارات المصرية إلى تنزانيا، بما فى ذلك تجنب الازدواج الضريبى .وقال إن هناك دافعا إضافيا لرجال الأعمال المصريين للقدوم إلى تنزانيا متمثلا فى الروح الطيبة للشعب التنزانى إزاء إضافة المصريين وهو ما يشكل دافعا إضافيا لتعزيز الاستثمارات المصرية.

ومن جانبه، عرض وزير الخارجية محمد عمرو فى رده على أسئلة الصحفيين بشأن تطورات الأوضاع فى مصر بعد ثورة 25 يناير، والتى أدت لتغيرات راديكالية فى الحياة السياسة المصرية. وأكد أن هذه الثورة نقلت مصر لمرحلة جديدة من الديمقراطية وحكم الشعب .

وقال إن مصر الآن فى المراحل الأخيرة من هذه المرحلة الانتقالية بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة، مشيرا إلى أنه وبمجرد تشكيل البرلمان المنتخب ستنتقل السلطة التشريعية، وسيتم بعد ذلك فتح باب الترشح للرئاسة لتنتهى بانتخابات الرئاسة شهر يونيو القادم، لنستكمل بذلك عملية التحول مرورا بوضع دستور جديد للبلاد.

وردا على سؤال حول التغير المناخى وتأثير ذلك على بحيرة فيكتوريا ونهر النيل، قال محمد عمرو إننا ندرك مخاطر التغير المناخى وخطورة تلوث المياه ومواردنا المائية، ونعمل فى مصر وبقوة حاليا فى مجال الطاقة الجديدة والمتجددة كطاقة الرياح والطاقة الشمسية، وقال إننا مستعدون للعمل مع تنزانيا يما يخص بحيرة فيكتوريا، فما يؤثر على تنزانيا سلبيا يؤثر أيضا على مصر سلبيا.

وقال وزير الخارجية إن هناك العديد من المشروعات التى يمكن البدء فيها فورا بين الجانبين المصرى والتنزانى مثل حفر الآبار وإرسال القوافل الطبية المصرية ومشروعات يمكن تفعيلها على المدى القصير، وأخرى على المدى المتوسط، فمصر مستعدة للتعاون بقوة فى مجال الطاقة، وعقب وزير الخارجية التنزانى بتأكيده على أهمية التعاون فى مجال الزراعة، مشيرا إلى أن وفدا مصريا متخصصا فى هذا المجال سيزور تنزانيا قريبا.

وردا على سؤال حول تأثير الوضع فى مصر على العلاقات بين البلدين، قال وزير خارجية تنزانيا برنار ميمبى إن ما يحدث فى مصر هو بمثابة عملية تستغرق بعض الوقت، لكن ونظرا لأن هذه العملية مستمرة فإن الحكومة التنزانية لا يمكنها التوقف انتظارا لما تؤول إليه الأمور فى ضوء أهمية العلاقة مع مصر من جانب، وفى ضوء ما بدته حكومة مصر من أنها لن تتخلى عن أولوياتها ومصالحها وخاصة فى مياه النيل فى هذه المرحلة الانتقالية.

وقال إنه طالما استمر النيل فى الجريان فإن علاقات مصر وتنزانيا سوف تستمر فى الجريان هى الأخرى.

من جانبه، قال وزير الخارجية محمد عمرو إن الثورة فى مصر أعطتنا زخما وقوة لمواصلة دورنا القوى وسنظل حريصين على هذا الدور والتعاون الكبير مع أفريقيا.

وحول محاكمة الرئيس السابق مبارك، قال وزير الخارجية محمد عمرو إننا حريصون على أن تتم هذه المحاكمة بشكل عادل بكل معنى الكلمة لتعطى مثالا لثورة سلمية.

من جانبه، اختتم وزير خارجية تنزانيا المؤتمر الصحفى بتوجيه رسالة للشعب المصرى، مفادها أن تنزانيا تريد دوما أن ترى مصر دولة مستقرة، لأن مصر المستقرة التى تعيش فى سلام تعنى أفريقيا مستقرة، وأن مصر ستظل أيقونة للتعاون العربى الأفريقى.

وأضاف أن رسالتنا كذلك للشعب المصرى هى أننا فى تنزانيا ندرك أهمية مياه النيل لشعب مصر، وأن حكومة تنزانيا مستعدة للتعاون مع الحكومة المصرية والسلطات فى مصر للتأكد من وصول المياه للشعب المصرى بأفضل الطرق التى تضمن له الاستخدام الأمثل لها .





مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

عصام مصرى

دور مصر

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود

الله يحميكى يا مصر

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة