توقع معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى أن يؤدى فوز الإخوان المسلمين فى الانتخابات البرلمانية إلى حدوث تغيرات جذرية لمصر.
ودعا المعهد فى التقرير الذى كتبه إريك ترايجر تحت عنوان "الخطة الجذرية للإخوان المسلمين لمصر"، الولايات المتحدة إلى عدم تصديق ما يقال عن أهداف حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسى للإخوان، أو قدرته على أن يصبح معتدلاً، ووصفها بأنها مجرد أوهام.
واستبعد التقرير الأمريكى أن يعتدل الإخوان المسلمون وحزبهم الحرية والعدالة فى مواقفهم السياسية، وقدم عدة مبررات على ذلك من بينها: أن التمييز بين الحزب والتنظيم الأساسى للجماعة مجرد سطحى، فمكتب الإرشاد الذى يضم خمسة عشر عضواً هو الذى انتخب قادة حزب الحرية والعدالة، وجميعهم من الأعضاء السابقين فى المكتب، واعتبر المعهد أن اختيار العضو "المتشدد" محمد مرسى كأول رئيس لحزب الحرية والعدالة، يشير إلى أن الإخوان ملتزمون بضمان عدم انحراف الحزب عن مبادئ التنظيم الأم، كما أن ظهور حزب النور السلفى باعتباره ثانى أقوى جماعة فى مصر تجعل الاعتدال خياراً استراتيجياً خطيراً للحرية والعدالة، لأن الاعتدال سيجعل الحرية والعدالة يخاطر بفقدان تأييد جزء من الناخبين.
ويحدد ترايجر سبباً آخراً لاستبعاد اعتدال الإخوان وهو دعوة الحرية والعدالة للجماعة الإسلامية إلى الانضمام إلى حكومة ائتلافية فى المستقبل، وهو ما اعتبره المعهد عاملاً من شأنه أن يعقد جهود أمريكا للتعاون مع الحكومة المقبلة.
وطالب التقرير واشنطن بأن تضع شروطها بأن يعتمد مسار العلاقات الثنائية فى المستقبل على سلوك حزب الحرية والعدالة تجاه المصالح الرئيسية لأمريكا التى حددها التقرير فى ثلاثة بنود.
أولاً: يجب أن تعبر إدارة الرئيس باراك أوباما عن قلقها من وضع الأقليات الدينية فى ظل حكم الإسلاميين بشكل أكثر مباشرة، وضرورة أن تستغل واشنطن تواصلها حاليا مع قادة الإخوان لمطالبتهم بإنهاء دعوتهم القضائية ضد المسيحيين والعلمانيين المتهمين بالإساءة للإسلام، والتحذير من تجريم المعارضة العلنية للشريعة الإسلامية.
وثانياً: أوصى المركز البحثى اليمنى واشنطن بضرور الإصرار على المحافظة على معاهدة السلام مع إسرائيل، وإخبار الإخوان أن أى استفتاء يجرى على اتفاقية كامب ديفيد سيتم تفسيره على أنه محاولة للقضاء على هذا الاتفاق.
وأخيرا يجب على واشنطن أن توضح أنها تتوقع أن تقوم الحكومة المصرية بمحاربة "الإرهاب"داخليا، ويجب أن يستخدم المسئولون الأمريكيون لقاءاتهم مع الإخوان للإصرار على ضرورة استبعاد الجماعات الإرهابية كالجماعة الإسلامية، كما يشير التقرير، من الحكومات التى سيتم تشكيلها فى المستقبل، وأوصى المعهد الولايات المتحدة بضرورة مطالبة الإخوان بوضع خطة للاستقرار فى سيناء التى من الممكن أن تمثل فرصة للتعاون بين الإخوان وأمريكا، طالما أن هناك مصلحة مشتركة بين الطرفين فى استقرار شبه جزيرة سيناء وتطويرها.
وختم المعهد تقريره بالقول إنه فى ظل عداء الإخوان المسلمين للغرب، ينبغى على واشنطن أن تستعد لاحتمال كبير محدودية نفوذها مع الحكومة القادمة، ومن ثم يجب على إدارة أوباما أن تبحث عن إمكانية وضع إطار متعدد الأطراف لتشجيع الإخوان على الحفاظ على السلام مع إسرائيل واحترام حقوق الأقليات ومكافحة الإرهاب.
موضوعات متعلقة..
خطأ فنى فى صفوف مرشحى "الحرية والعدالة" بـ"الساحل".. و"العليا" تؤكد: لا داع للإعادة
الجندى: نسبة المشاركة فى انتخابات مجلس الشعب بلغت 60 فى المائة
فتح اللجان أمام الناخبين فى ثانى أيام الإعادة بالمرحلة الثالثة
"الحرية والعدالة" يطالب بسرعة إجراء انتخابات الدوائر المؤجلة
إقبال ضعيف جدًا على التصويت فى الزاوية الحمراء
تأخر وصول القضاء يعطل بدء عملية التصويت فى شبرا
معهد واشنطن يقدم توصيات للولايات المتحدة فى تعاملها مع الإخوان: الحديث عن اعتدال "الحرية والعدالة" مجرد أوهام، ويجب التركيز على حماية الأقليات والسلام مع إسرائيل ومكافحة الإرهاب واستقرار سيناء
الأربعاء، 11 يناير 2012 04:37 م