حذرت الكاتبة فريدة النقاش أثناء استضافتها مؤخرا فى برنامج (وماذا بعد) الذى يقدمه الإعلامى محمد سعيد محفوظ على قناة أون لايف، من أن ينجح الإخوان فى تحقيق رغبتهم فى انتخاب رئيس للجمهورية قبل وضع الدستور، وقالت: لو حدث ذلك، فقل علينا السلام!.
وبررت هذه الرغبة لدى الإخوان بأن الإعلان الدستورى يعطى صلاحيات "فرعون" للرئيس، بحسب تعبيرها، لذا فإنه ليس بمقدور الإخوان الآن حل حكومة أو تشكيلها، لأن هذه الصلاحية الآن ممنوحة فقط للمجلس العسكرى طبقاً للإعلان الدستورى، وقالت إن المجلس العسكرى تعاون فى أحيان كثيرة مع جماعات الإسلام السياسى، وتنازل لها تنازلات كبيرة، لكنها توقعت فى الوقت نفسه أن يكون هناك صراع قوى فى المرحلة المقبلة بين الإسلاميين وما أسمتها القوى الديمقراطية فى مصر.
وأرجعت التحقيق مع الدكتور أيمن نور والدكتور ممدوح حمزة ونوارة نجم ومظهر شاهين، إلى أنهم لم يسيروا على الخط الذى وضعه المجلس العسكرى ومستشاروه، وأن هذه الإجراءات هى امتداد للنظام السابق، كما توقعت أن تحكم المحكمة لنجيب ساويرس بالبراءة، لأنه يعرف جيداً ماذا يقول، وقالت إن محاكمته أشبه بممارسات ما يسمى بهيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وطالبت المجتمع بمواجهة مثل هذه الممارسات، قبل أن تتفاقم.
وقالت إنها ما زالت عند رأيها من الحجاب رغم صعود التيار الدينى، وإنها لن تتحجب أبداً، لكنها قالت إنها سوف تتحجب فقط إذا حلق عبد المنعم الشحات المتحدث باسم الدعوة السلفية لحيته.
واعترفت فريدة النقاش بأن حزب التجمع يمر بأزمة، لكنها تمنت أن تقوى هذه الأزمة صفوف الحزب، ونفت أن يكون الحزب وتيار اليسار بشكل عام إلى زوال، وقالت إن التجمع متصل بالجماهير، بدليل أن البدرى فرغلى أنشأ نقابة مستقلة للعمال انضم لها مئات الآلاف من العمال، ونفت أن يكون اليساريون نخبويين، لكنهم كانوا ممنوعين من الوصول للناس فى ظل النظام السابق، وقالت إن قيادات الحزب فى المحافظات صارت شبابية، وإن الحزب قدم خمس شهداء للثورة، كان آخرهم أحمد فاروق حسين الذى استشهد فى أحداث شارع محمد محمود، وقالت إن موقع الأمين العام للحزب فى انتخاباته المقبلة خلال شهرين قد يتولاه شاب، واعترفت بأن هناك تقصيرا من الحركات السياسية فى اتخاذ إجراءات للضغط على المجلس العسكرى لملاحقة الفاسدين الهاربين، مثل يوسف بطرس غالى، لكنها أرجعت ذلك إلى أن هذه الحركات تعانى من عدم ترتيب أولوياتها.
وقالت إن الثورة لم تتحقق أهدافها حتى الآن، وأن كل ما تحقق هو إزاحة مبارك وأبنائه وأعوانه، وقالت إن جماعات الإسلام السياسى التحقت بالثورة متأخراً، وغادرتها مبكراً، لتبدأ مناوراتها السياسية، وأضافت أن الثورة خسرت الكثير من مؤيديها، وسوف يؤثر ذلك عليها تأثيراً سلبياً، وطالبت بوضع حد للفوضى المنظمة فى الشوارع، والتى يقف وراءها أنصار النظام السابق، ليثبتوا أن الثورة كانت كارثة، وهؤلاء هم من يطلق عليهم الطرف الثالث، وقالت إن نظام مبارك لم يسقط بعد، وإنما جرى تفكيك جزء منه فقط.
كما شنت حملة على المجلس العسكرى، وقالت إنه يريد أن يلعب المؤسسة المستقرة التى لن تغادر السلطة أبداً، وليست المؤسسة الانتقالية، كما أنه ارتكب أخطاء فادحة، مثل إطلاق النار على المتظاهرين، وقالت إنه ما زال يسير على نفس نهج نظام مبارك، لأنه جزء من نظام مبارك، واستبعدت رغم ذلك أن يلقى مبارك معاملة خاصة فى جنازته إذا مات قبل إدانته، كما استبعدت أن يستخدم المشير طنطاوى صلاحياته كرئيس للدولة، ويوقف تنفيذ أى حكم إدانة إذا صدر بحق مبارك، لأن ذلك سيستثير غضب الشارع، والشارع غاضب بما يكفى من المجلس العسكرى، بحسب تعبيرها.
واعتبرت أن مظاهرات تأييد مبارك مزيفة ومفتعلة، وتمثل الأقلية، وطالبت بأن تتقدم كل الفتيات اللاتى تعرضن لكشف العذرية ببلاغ ضد المجلس العسكرى، وحذرت من أن هذه الممارسات ستضطر الكثير إلى الهجرة من مصر، وقالت إن الانتخابات شهدت تزويراً موضوعياً، لأن جماعات الإسلام السياسى استطاعت حشد الناخبين، واستخدموا الزوايا والمساجد فى الدعاية السياسية، وتلقوا تمويلاً من بعض الدول الخليجية.
واعترفت أنها راجعت رأيها حول الجنزورى، الذى أيدت تعيينه رئيساً للوزراء فى البداية، لأنها أدركت كم كانت ممارساته فى عهد مبارك مضادة للديمقراطية، وقالت إنه يحاول الآن إجراء إصلاحات جزئية، ولكن فى إطار السياسات القديمة، بينما قالت إن البرادعى يمكن أن يحظى بقاعدة شعبية واسعة فى المستقبل، وكانت قد وصفته فى نوفمبر الماضى بأنه "خواجة"، ولا يعلم شيئاً عن مشاكل مصر.
فريدة النقاش: التحقيق مع أيمن نور ونوارة نجم امتداد لسياسات النظام السابق
الأربعاء، 11 يناير 2012 01:45 م