دعا موقع شبكة "سى إن إن" الإخبارية الأمريكية الغرب إلى الترويج لرؤيته للديمقراطية التى يؤيدها فى مصر، وقال تقرير الشبكة إنه على الرغم من محاولات الإسلاميين فى العالم العربى وخاصة الإخوان المسلمين فى مصر إرسال رسائل تطمينية للغرب بعد الفوز الذى حققوه فى الانتخابات البرلمانية، إلا أنهم سقطوا فى بعض الهفوات بين الحين والآخر.. فهناك بعض المواقف التى لم يحدد الإخوان منها موقفا بعد مثل مسألة التعامل مع إسرائيل، فقد قالت الجماعة إنه لا تنوى إلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل، لكن قبل عدة أيام، قال نائب المرشد العام للجماعة رشاد بيومى لصحيفة الحياة إن الإخوان لن يعترفوا أبدا بإسرائيل وليسوا ملتزمين بالمعاهدة وسيقوم بخطوات من أجل تغييرها.
وأضاف التقرير أن المفاجآت التى كشفت عنها انتخابات مجلس الشعب كانت فى المكاسب التى حققها السلفيون، إلى جانب عدم تحقيق الليبراليين الذين فجروا الثورة، والذين يؤيدون نوعاً من الديمقراطية التى يمكن أن يعترف بها الغرب، لنتائج طيبة فى هذه الانتخابات. ورأت سى إن إن إن الأفكار المتشددة للسلفيين جعلت الإخوان يبدو وكأنهم قوى معتدلة.
وتشير سى إن إن إلى أن النشطاء الليبراليين فى مصر يركزون الآن على كيفية ترك المجلس العسكرى للسلطة، لكن على افتراض أن معركتهم قد نجحت، فإن انتباههم سينصرف إلى ما الذى يمكن أن يعنيه وجود حكومة إسلامية. فكلا من السلفيين والإخوان يعترفون بخطط لفرض الشريعة، والاختلاف بين الفريقين أن السلفيين يريدون تطبيقها فورا، بينما الإخوان الذين تعلموا الصبر من خلال عملهم على مدار عقود فى السر يقولون إن العودة إلى الشريعة سيكون تدريجياً على مدار سنوات.
وتقول الشبكة الأمريكية إن البعض فى الغرب مقتنع أن هذا التحول فى الأحداث لصالح الإسلاميين ينذر بكارثة، فهم لا يؤمنون بمزاعم الإسلاميين بالتفكير المعتدل، ويرون أن الأمر سيتطلب وقتاً قبل أن يظهروا حقائقهم المتطرفة. فالإخوان برغم كل شىء لديهم جذور شديدة التطرف على حد قول سى إن إن. فكان سيد قطب أحد الشخصيات البارزة فى الإخوان المسلمين والمؤثر على فكرهم من الكارهين للولايات المتحدة والغرب، لذلك فإنه من الصعب تخيل أن هذا الأمر قد تبخر فجأة.
كما أن الإخوان يشكلون حلقة فى سلسلة براجماتية قوية، فبينما قدمت الوقود الأيدولوجى للقاعدة وللجماعة الإسلامية والجهاد، فإنه صحيح أيضا أن تلك الجماعات الإرهابية قد ظهرت بعد نبذ الإخوان للعنف.
وختمت الشبكة تقريرها بالقول إن واشنطن ليست فى حاجة للانتظار للرد على سؤال ما الذى يأمل الإسلاميون تحقيقه، وينبغى عليها أن تبدأ فى الرد على هذا الموقف الغامض، ويمكن للولايات المتحدة أن تساعد بقوة فى إعادة تشكيل العالم العربى بترويجها للأفكار التى تدعمها. وأضافت: إن الشعب المصرى لم يدرس الديمقراطية مثلما فعل الأمريكيون والأوروبيون.
ويجب أن يقوم الرئيس أوباما ونظراؤه فى الدول الديمقراطية الليبرالية الأخرى بشرح رؤية الغرب للمبادئ الديمقراطية والتسامح. ويجب أن يتحدثوا عن أن الديمقراطية لا تعنى فقط حكم الأغلبية ولكن تعنى أيضا حماية الأقليات وحماية حقوق المرأة وحكم القانون واستقلال القضاء، ويجب أن يوضح الغرب تماما أن أولئك القادة الذين يساعدون فى الحفاظ على السلام وبناء هذه الرؤية فى الديمقراطيات العربية الناشئة سيحظون بدعم الغرب بينما هؤلاء الذين لا يفعلون لن يجدوا دعما منه.
سى إن إن تدعو الغرب للترويج للديمقراطية فى مصر
الأربعاء، 11 يناير 2012 02:39 م
صورة ارشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة