د. عثمان فكرى يكتب: الجامع .. هو الحل

الأربعاء، 11 يناير 2012 07:53 ص
د. عثمان فكرى يكتب: الجامع .. هو الحل صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كنت قد انتهيت فى المقال السابق (صكوك الغفران الإخوانية) إلى أن الناخبين الذين خضعوا لسيطرة الدعاية الدينية فى الانتخابات البرلمانية الحالية، وذهبوا إلى الصناديق الانتخابية وهم مدفعون بمزاعم سكنت عقولهم من قبيل "اعطى صوتك لمن يتقى الله..

سوف تتحمل ذنب فوز تيار علمانى لا يعرف الله، يبيح الخمر، والدعارة، والشذوذ ..وغيرها"
حين تخلصوا من هذا العبء الثقيل الذى ظل محمولاً على عقولهم، وألقوا به فى صناديق الانتخابات ممهورًا باختيارهم للحزب والمرشح الذى يتقى الله!! سألوا أنفسهم: هل فعلوا الصواب؟ هل أعطوا أصواتهم _ وهى أمانة بالفعل _ لمن يمكن أن يفيد وطنهم فى أحرج مرحلة فى تاريخه الحديث؟ هل هذه التيارات الإسلامية، وبعضها حديث العهد بالسياسة وشئون الحكم، وطرق صناعة القرار، يمكنها أن تقود البلاد فى هذا التوقيت الذى يتداعى فيه الأمن والاقتصاد وتواجه البلاد اضطرابات سياسية عنيفة على مستوى الداخل والخارج؟.

وحينما تكاثرت وتناثرت الأسئلة وبدت الإجابة عليها مضجرة، ومثيرة للأوجاع النفسية والذهنية، كان اللجوء مرة أخرى الى أنصار هذه التيارات هو الحل السحرى لهذه القلاقل العقلية.. وأعنى هنا المساجد والزوايا الصغيرة القابعة أسفل العقارات التى اعتاد أبناء الشعب المصرى الصلاة فيها، والتجمع بأعداد كبيرة خاصة فى أيام الجمع، ولأن معظمها لا يخضع لإشراف وزارة الأوقاف، فإن التيار السلفى يطبق سيطرته الكاملة على عدد ضخم منها، وللعلم فإن الإحصائيات غير الرسمية تقدر عدد هذه الزوايا بما يتجاوز الـ6 آلاف زاوية ومسجد صغير فى ربوع المحروسة، يرتادها ملايين المصريين المسلمين على الأقل مرة واحدة فى الأسبوع، فى يوم الجمعة، حيث تحول حديث الخطيب فوق منبره إلى دعاية واضحة وصريحة لهذه التيارات، وبالتحديد التيار السلفى منها.

وفى المقابل لجأت التيارات الليبرالية إلى وسائل الاتصال الحديثة، وكأنها تقول التكنولوجيا هى الحل، الفيس بوك هو من أشعل ثورة يناير، والموبايل كان الوسيلة السحرية للتجمع وتبادل الأخبار السريعة، والتحذير من ارتياد أماكن بعينها، والتخطيط وإدارة الكثير من مراحل الثورة، ومن ثم لجأت هذه التيارات إلى القنوات الفضائية التى تملأ سماء مصر، وإلى الصحف القوية التى تحظى بالثقة والمصداقية، وإلى اعلانات الشوارع، ومواقع الإنترنت التى لا تحصى، والمنتديات والفيس بوك وتويتر، وملأت سماء الأرض وربوعها بالدعاية لها، والدعاية المضادة ضد الأحزاب والتيارات الدينية.

وهنا بدأ الصراع محتدماً بين وسيلة اتصال شخصى، هى فى حكم علوم الاتصال وسيلة تقليدية قديمة لا تحظى بإمكانات الانتشار السريع، ولا تؤثر إلا فى عدد قليل هم مرتادو المساجد، ولا تستخدم وسائل إقناعية مؤثرة مثل لقطات الفيديو والصور وغيرها من هذه التقنيات، هذه الوسيلة هى الجوامع والزوايا الصغيرة، وعلى الجهة الأخرى كانت الوسائل التكنولوجية الحديثة بكل إمكاناتها الخارقة تقف فى انتظار إطلاق رصاصة بدأ السباق.. والآن ونحن نشهد نهايته بجميع مراحله الثلاثة، بدا واضحًا للجميع أن الجامع هو الأقوى والأكثر تأثيرًا وصاحب الحجة الدامغة التى لا يمكن للتكنولوجيا مهما فعلت أن تقف فى طريقها، خاصة عندما يكون الدين يسكن داخل المتلقى حتى وإن لم يكن يصلى أو يرتاد المساجد إلا يوم الجمعة فقط، فهى كافية تماما لتحقيق هذا التأثير السحرى فى النفوس...عذراً لكل علماء الاتصال الحديث.

ملاحظة أخيرة: 22 تعليقاً كانت هى مجمل التعليقات التى صاحبت نشر مقالى السابق "صكوك الغفران الإخوانية"، الغالبية العظمى منها كانت لمنتقدين يرون فيما كتبت تجاوزًا فى حق الإسلاميين، أو كرها لهم، وقلة منهم وصفت كلامى بالنباح.. سامحهم الله، ولكن دون أن يتعرض أيا منهم لمناقشة جوهر الفكرة، التى لم تكن بأى حال من الأحوال تهاجم الإخوان أو السلفيين، إنما تحلل سلوك بعض الناخبين فى العملية الانتخابية، وتصويتهم لتيارات لا يعرفون عنها حتى أبسط مبادئها.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

سعيد هيبه

هل تعرف لماذا يا دكتور ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة