بينما يصل اليوم، الثلاثاء، وزير الخارجية محمد عمرو إلى العاصمة التنزانية دار السلام فى زيارة تستغرق يومين ضمن جولة شديدة الحساسية بعدد 6 دول بحوض النيل بدأت أمس بكينيا، تطفو على السطح نقاط الضعف والقوة فى علاقات البلدين تكشفها السطور القادمة
برصد سريع للعلاقات الثنائية بين البلدين خلال العامين الماضيين تتكشف أوجه القوة والضعف، التى تستدعى مزيدا من الجهود فى ظل دخول أطراف ولاعبين جدد، أبرزهم إسرائيل والصين بمشروعات وتواجد ملحوظ بمنطقة حوض النيل.
زيارات ولجان
تبرز الزيارات الثنائية بين البلدين قيام وزراء الموارد المائية والرى والتعاون الدولى والعدل بزيارات إلى تنزانيا خلال عامى 2010 و2011، بالإضافة إلى عدد من الزيارات لمساعدى وزير الخارجية، وكذلك عدد كبير من زيارات الوزراء المصريين لحضور اجتماعات ومؤتمرات دولية فى دار السلام والالتقاء بنظرائهم على هامش تلك الاجتماعات.
وسبق تأسيس اللجنة المشتركة المصرية- التنزانية وتم التوقيع على الاتفاق المنشأ لها فى عام 1989، ويجرى التحضير لعقد الدورة الثالثة لها خلال العام الجارى بالقاهرة.
تعهد رئاسى
تعهد الرئيس التنزانى جاكايا مريشو كيكويتى فى ديسمبر 2010 أثناء زيارته القاهرة بعدم سعى تنزانيا للإضرار بمصالح مصر المائية (وهى الزيارة الثالثة له للقاهرة منذ توليه الرئاسة التنزانية، حيث زارها كذلك فى نوفمبر 2009 ويوليو 2008، بالإضافة إلى أنها الزيارة الأولى له خارج تنزانيا بعد توليه مهام منصبه عقب فوزه بالانتخابات الرئاسية، التى عقدت فى أكتوبر 2010).
كما قام وزير الخارجية التنزانى بزيارة القاهرة فى أبريل 2011 تلبية لدعوة نظيره المصرى، بالإضافة إلى عدد كبير من زيارات الوزراء التنزانيين لحضور اجتماعات ومؤتمرات دولية بالقاهرة.
المساعدات المصرية
لا تزال المساعدات المصرية التى يتكفل الصندوق المصرى للتعاون الفنى مع أفريقيا والتابع لوزارة الخارجية بنصيب الأسد فى دعمها، لا تزال فى حاجة إلى مزيد من التركيز على قطاعات أكثر تأثيرا فى المصالح المشتركة بين البلدين، وخاصة بقطاعات المياه والتعليم والكهرباء والزراعة والثروة الحيوانية.
وبالنظر إلى المعونات اللوجيستية التى تقدمها مصر لتنزانيا نجدها مساعدات لا ترقى إلى مستوى التأثير القوى فى علاقات البلدين، حيث إنه من المقرر أن يقوم الجانب المصرى بتوفير جهاز X-Ray لأحد مستشفيات تنزانيا، علاوة على تقديم جهازين لغسيل الكلى بمستلزماتهما لجزيرة زنزبار، وذلك خلال فترة وجيزة، كما قدم الصندوق المصرى للتعاون الفنى مع أفريقيا معونتين دوائيتين لكل من زنزبار والبر التنزانى فى يناير 2011، وجارى الإعداد لإرسال معونة طبية إضافية لتنزانيا.
أيضا سيقوم الجانب المصرى كذلك بمنح زنزبار محطة توليد كهربى عائمة صغيرة كمساهمة من مصر فى حل أزمة الكهرباء فى زنزبار، بالإضافة إلى تقديم الصندوق المصرى للتعاون الفنى مع أفريقيا هدية مكونة من مولدين كهربيين لزنزبار. وجارى الإعداد لإيفاد قافلة طبية متخصصة مكونة من 5 أطباء لمدة أسبوع.
ومن خلال رصد سريع لتلك المساعدات نجدها رغم أهميتها وحيويتها للجانب التنزانى إلا أنها تبقى دون مستوى التأثير فى عمق القرار التنزانى عندما يتعلق بالمصالح المصرية، وبالطبع فإن تلك المساعدات تدور فى فلك القدرات والإمكانيات المصرية المتاحة.
الخبراء المصريون
من أبرز الاستراتيجيات التى يمكن الاستفادة منها والبناء عليها توافر خبرات مصرية بمجالات متعددة تحتاجها افريقيا ويصل عدد أطباء الصندوق المصرى للتعاون الفنى مع أفريقيا حالياً فى تنزانيا إلى حوالى 5 أطباء، وفى زنزبار 7 أطباء.
الدورات التدريبية
يقوم الصندوق المصرى للتعاون الفنى مع أفريقيا بتقديم دورات تدريبية لتنزانيا فى مختلف المجالات (الزراعة والري- التسويق الدولى واستراتيجيات التصدير- القضاء- هيدروليكا أحواض الأنهار- هيدرولوجيا البيئة- الإستراتيجية العسكرية- الأمومة- التمريض- تنمية مهارات المرأة الريفية- صحة الحيوان- الصناعات الغذائية- الصناعات الصغيرة- أسماك المياه الدافئة)، وقد قام الصندوق بتدريب 52 متدربا منذ عام 2009 وحتى تاريخه.
المنح الدراسية وآليات جديدة
من الملاحظ تركيز المنح الدارسية المصرية لدول أفريقيا على الدراسات الدينية الفقهية الخاصة بالأزهر الشريف وهو ما تنبهت إليه الدبلوماسية المصرية وتسعى خلال الفترة القادمة إلى توسيع أفق التعاون مع الدول الأفريقية ودول حوض النيل بتقديم المساعدات فى ضوء احتياجات تلك الدول وليس فقط فى ضوء ما لدينا من إمكانيات بتقديم منح أكثر فى المجالات المهنية كالطب والهندسة، وغيرها من العلوم التطبيقية التى تحتاجها تلك الدول.
ويؤكد هذا التركيز على المنح الأزهرية أنه حدث فى عام 2008 فى معادلة شهادة الثانوية العامة التنزانية بنظيرتها المصرية، وعلى أثر ذلك، تم تقديم 20 منحة دراسية للأزهر خلال عام 2011/2012، وتم تخصيص 3 منح للتعليم العالى كل عام، كما قدمت الجامعة الألمانية عدد "2" منحة دراسية بالتعاون مع وزارة الخارجية (الصندوق المصرى للتعاون الفنى مع أفريقيا) بداية من العام الدراسى الجارى 2011/2012.
فيما يعتبر المركز الإسلامى المصرى بدار السلام الذى أنشئ عام 1968 من أبرز مظاهر التعاون الثقافى بين مصر وتنزانيا، حيث يدرس به ما يزيد عن 1400 طالب فى مراحل التعليم المختلفة من المرحلة الابتدائية حتى الثانوية وتتولى وزارة الأوقاف تغطية كافة نفقات إدارة المركز بما فيها مرتبات مبعوثيها الذين يقومون بالتدريس بالمركز وفروعه فى مدينتى أرينجا وأروشا ويبلغ عددهم 11 شيخاً، ويعقد المجلس، بجانب دوره التعليمى، عدداً من الدورات التدريبية، والندوات والمسابقات الدينية.
حفر الآبار
بدأت شركة ريجوا المصرية فى حفر 39 بئراً منتجة فى 17/2/2009، وانتهت من الحفر فى أقل من شهرين، وقد استخدمت آلات ومعدات وحفار جديد فى عمليات الحفر، ومازالت تلك المعدات موجودة فى تنزانيا فى انتظار البدء فى حفر 70 بئراً إضافية.
العلاقات التجارية وخطوط الطيران
زاد تشغيل خط مصر للطيران المباشر بين القاهرة ودار السلام فى يونيو 2009 من معدل التبادل التجارى بين الجانبين خلال عام 2010.
وشهد عام 2010 عودة ارتفاع الصادرات المصرية إلى تنزانيا، وذلك بعد الانخفاض الحاد الذى شهده التبادل التجارى المصرى التنزانى خلال عام 2009، حيث بلغ إجمالى الصادرات المصرية إلى تنزانيا بنهاية ديسمبر 2010 حوالى 36.2 مليون دولار مقارنة بـ 21 مليوناً خلال عام 2009، أى زيادة تقدر بـ 72%. بينما تراجعت الواردات المصرية من تنزانيا بصورة طفيفة خلال العام نفسه، حيث انخفضت من 1.3 مليون دولار بنهاية ديسمبر 2009 إلى 1.2 مليوناً بنهاية عام 2010.
نوعية الصادرات المصرية
تنوعت الصادرات المصرية لتنزانيا خلال عام 2010 لتشمل: معدات توليد الكهرباء، يليها البيتومين ومشتقات البترول، ثم المناديل الورقية، ثم أجزاء البناء الجاهزة، أما بالنسبة للواردات المصرية من تنزانيا خلال عام 2010 فقد تمثلت الأسماك والمأكولات البحرية بالإضافة إلى القهوة.
ومن أبرز ايجابيات التبادل التجارى المصرى- التنزانى خلال عام 2010 كانت زيادة الواردات التنزانية من الدواء المصرى مقارنة بواردات تنزانيا من الدواء المصرى عام 2009، حيث بلغ إجمالى قيمة الدواء المصرى المصدر لتنزانيا 543 ألف دولار عام 2010 مقارنة 200 ألف دولار عامى 2009 و2008، وجارى التباحث بين الجانبين المصرى والتنزانى عبر القنوات الدبلوماسية حول مشروع مذكرة تفاهم بين البلدين فى مجال تسجيل الدواء والمنتجات الطبية. وبالنسبة لأنشطة الشركات المصرية فى تنزانيا، فقد أبرمت بعض شركات الأعمال التنزانية تعاقدات مع شركات ومصانع مصرية لتصدير منتجاتها الى السوق التنزانى عام 2011/2012.
الثروة الحيوانية فى تنزانيا
تتمتع تنزانيا بثروة حيوانية ضخمة وذات جودة عالية وأسعار رخيصة إلا أنها غير مستغلة من جانبنا، وتؤكد الخارجية المصرية أنه جارى التباحث مع الجانب التنزانى حول سبل تذليل العقبات التى تواجه استيراد اللحوم التنزانية.
وزير الخارجية فى تنزانيا ضمن جولة حوض النيل.. تعهد رئاسى بعدم الإضرار بمصالح مصر المائية.. و72٪ زيادة فى حجم الصادرات المصرية.. وآليات جديدة فى مساعدات القاهرة لدار السلام
الثلاثاء، 10 يناير 2012 01:00 م
وزير الخارجية محمد عمرو
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة