لا رهان اليوم على أحد بعينه، سواء من النُخبة أو الثوار أو حتى البلطجية المُندسين بين المتظاهرين والمعتصمين، ولا رهان اليوم على مؤسسة بعينها سواء كانت مدنية كمجلس وزراء أو مجلس شعب، أو كانت مؤسسة عسكرية، ولو تمثلت فى مجلس عسكرى أو قوات مُسلحة.. فالرهان اليوم، وفقط - على شعب مصر بجميع فئاته وطوائفه ومستوى أعماره ومختلف ثقافاته واتجاهاته السياسية، فهل يهدأ هذا الشعب الثائر ويظهر معدنه الأصيل الذى أعتدناه عند المحن وعند الشدائد لتكسب مصر ومعها شعبها رهان التحدى، بالتفرغ لبناء الأمجاد؟!
وهل يهدأ شعب مصر لتبدأ نهاية الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية الشائكة التى تلاحقت عليه وعلى وطنه منذ أن بدأت الاشتباكات والمشاحنات وأعمال البلطجة والترويع مع أحداث مسرح البالون وقبلها، مروراً بأحداث ماسبيرو وسفارة إسرائيل وأحداث شارع محمد محمود، والتى – وللأسف الشديد - لم تنته حتى الآن مع نشوب واستمرار نشوب أحداث شارع الشيخ ريحان وشارع القصر العينى، سواء اشترك فيها طرف ثالث أو لم يشترك؟!
فلا حكومة ولو تشكلت من الأنبياء والرسل والملائكة تستطيع حل الأزمة المصرية الآنية بدون مساعدة ومشاركة من الشعب المصرى لها بهدوئه، وبفك اعتصاماته اليومية، وبعودته إلى أعماله، وإلى مصانعه، وإلى متاجره لتبدأ - وعلى عجل - مرحلة بناء الدولة بالطريقة المأمولة، خاصة أن مصر - والحمد لله ورغم كل ماحدث، مازالت تملك مقومات الدولة التى تضعها ضمن الدول المتقدمة والعظمى.
ولا مجلس الشعب بإنتخابات نزيهة أو حتى مزوة بقادر على أن يعيد الهدوء والاتزان لشعب يرفض تحقيق الهدوء والتهدئة المأمولة للبدء الفورى فى بناء نهضة الدولة والسعى إلى تقدمها!!
ولا المجلس العسكرى ولو استخدم دباباته وصواريخه ومختلف أسلحته الفتاكة بقادر على إدارة الدولة إدارة مُثلى دون تقديم العون من الشعب أولاً، فالشعب ثائر حتى الآن، والمجلس العسكرى هادئ حتى الآن، وهو هادئ لأنه أولاً – لا يملك إلا هذا الهدوء والتروى والحكمة فى مواجهة شعبه، ولأنه ثانياً – حتى وإن ملك غير هذا الهدوء!!، فلا يملك استخدام العنف ضد الشعب الذى منحه شرعيته، ناهيك عن ميزانيته!!
ولا آلة الإعلام العملاقة بمفردها بقادرة على ذلك برغم مداومة توجية الاتهامات لها بأنها السبب الأساسى وراء المشاحنات والمشاجرات والاشتباكات!! فهى ليست إلا ماكينة تعمل فقط على التلقين، ويبقى أن الشعب هو المُتلقى!! وله أن يرفض الدسائس، وله أن يقبلها، وله أن يسير خلف من يراه صواباً أو أن يسير خلف من يراه عكس ذلك!!
أيها السادة من شعب مصر العظيم ذى الحضارة والتاريخ وذى الانتصارات تلو الانتصارات:
الرهان اليوم عليك دون غيرك!!
فهل لنا أن نرى تهدئة، ثم تهدئة، ثم عمل، ثم إنتاج، ثم نهضة كبرى بإذن الله؟!
سعيد سالم يكتب: الرهان اليوم على شعب مصر (فقط)!!
الثلاثاء، 10 يناير 2012 07:43 ص
علم مصر
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عبد الاله أحمد موسى الشقرى
أحفظ مصرنا
اللهم أحفظ مصر يارب العالمين
عدد الردود 0
بواسطة:
حســـــــــــــــين الشيمي
الله عليك يا سعيد يا سالم
عدد الردود 0
بواسطة:
نون العيسوي
نتمني بكل تفائل...
عدد الردود 0
بواسطة:
هشام
خايف نخسر الرهان
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري قوي
ياريت بجد الشعب يهدي
عدد الردود 0
بواسطة:
حسين نصرالدين الباز
قليل من التقوى
عدد الردود 0
بواسطة:
د.شوقي البسيوني
احسنت .. وفقك الله
عدد الردود 0
بواسطة:
اكرم
الي الكاتب المتميز