د. مصطفى النجار

إلى من تستحق الوفاء

الأحد، 01 يناير 2012 03:55 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مع رحيل عام طويل حافل بالأحداث، مع رحيل عام كان هو الأروع فى حياتى كلها، أخط هذه الكلمات وفاء وامتنانا لمن تستحق الوفاء والشكر والتقدير.

إلى روح رافقتنى بلا ملل ولا كلل، إلى من احتملت منى الكثير والكثير، وظلت بنبلها وصدقها وحبها، تدعمنى كل حين، وتقوينى فى وجه كل ما ألقاه فى الطريق من آلام وصعاب وجراح.

إلى من تمسح عنى ضروب الحزن ببسمتها الحانية وتفاؤلها الدائم، إلى من تفهمنى دون أن أتكلم، إلى من تعرف من عيونى كيف حالى، فتحتضننى بعيونها، وتخفينى عن كل البشر، وتهدهدنى كطفل صغير أصابه خوف أو جرح أو ألم.

إلى من أعود إليها كلما تزاحمت فى رأسى الأفكار، وخلطت علىّ المسارات وتداخلت، فتأخذ بيدى وتشير لى إلى أسلم الطرق وأفضلها، وتحفزنى لأكمل المسير بلا ضعف ولا تردد.

إلى من تذكرنى دوما بغايتى وتعيدنى إلى صفاء المقصد، ونبل الهدف، لأعيد التركيز والانطلاق فيما أمضى إليه من آمال وأحلام تهدف لسعادة الناس وتغيير حياتهم للأفضل.

تنهال السهام علىّ من كل حدب وصوب، وتتبادلنى الطعنات، وتمزقنى رماح الشر، ولؤم المعادين، فتقبل علىّ تحيطنى بذراعيها لتدفع عنى كل ما ألقى، تطيب جراحى وتجفف دمائى التى سالت، وتذكرنى بأننى قوى لا يجب أن تكسرنى الأيام، ولا جحافل الشر، أستعيد قوتى وأتماسك وأنهض مرة أخرى فى عزم لا يتوقف، حتى أهزم جيوش البؤس واليأس وأرفع رايتى من جديد.

تتحملين نزقى وغضبى وثورتى، وتستوعبين كل ما يخرج منى فى ضيقى وإحباطى، تتجاوزين عن إساءتى إن أسأت، وتنسين جرمى إن قسوت، فأنت قلب لا يعرف إلا الحب والعفو والتسامى.

كلما ضاقت بى الحياة، وخذلنى من أنتظر نجدتهم، أجدكِ فى نفس المكان، تقفين خلفى وتقولين بكل حب وإصرار، أنا هنا معك، لا تخش أى شىء، تقدم ولا تتراجع، امضِ فى طريق الحق مهما قل عدد السالكين فيه.

كم تتألمين لألمى، وتفرحين لفرحى، وتحلمين بحلمى، تحبين من أحب، وتبغضين من أبغض، وكأن قلبينا قد توحدا فى حسهما الإنسانى الفريد، وصارا قلبا واحدا يشعر بإحساس واحد، وينبض بشعور متلازم لا ينفك عن شعور الآخر.

يحار فى فهمى كثير من البشر، وقد يستوحشون من طبعى، ولكنى أمامك كتاب مفتوح، تقلبين أوراقه بسلاسة، وتقرأين حروفه وتعزفين ألحانه التى لا يفهمها سواكِ من البشر.

يا هبة الرحمن ومنته على مخلوق خلقه وهو يعلم ضعفه، فأراد أن يقويه وأن يلهمه الصبر على ما يراه فى الطريق، معكِ أزرع كل يوم أملا جديدا، وحلما جديدا، وزهرة تتفتح وتنثر عبقها الأبدى الذى يزكى القلوب عزما وحلما وأملا.

يا أيها القلب المصفى من ضغائن البشر وأمراضهم، أنت هذا العسل المصفى الذى زالت شوائبه، وذهب عنه كل ما يكدره، فصار مصدرا للشفاء والتداوى من كل سقم وداء.

تزهدين فى كل شىء من حولك، ولا تعشقين الضوء الذى يكشف عن حسن صنيعك وفضلك، بل تصرين على أن تكونى بعيدة دائما عن البهرجة والجلبة والضوضاء، ويكفيكِ أنك تشاركين فى نجاح من تحبينه وتخلصين له.

كونى معى أينما كنت، ولا تحرمينى من ضياء ألتمس به سبل النجاة، كونى معى حتى تظل إنسانيتى بلا دخن ولا كدر ولاشقاء، كونى معى حتى أستكمل الحلم فى صناعة السعادة لهؤلاء البشر الكادحين، الذين ينتظرون منا أن نغير حياتهم البائسة ونعيد إليهم إنسانيتهم المهدرة.

كل عام وأنت بخير، أهديكِ كل نجاح كنت أنت سببا فيه، أعاهدك أن أبقى كما تحبيننى دائما، لا تغيرنى الأيام، ولا تبدلنى الأحداث، بوصلتى ثابتة لا تنحرف عن مسارها الذى تعاهدنا عليه معا، احتملينى مهما بدر منى، لا تفلتى يدى من يدك حتى لا تتعثر خطواتى ويخفت ضياء ينير لى دربى.

يا ملهمة الأمل، ويا باعثة الحلم، ويا زاد الروح.. دائما.. كونى معى.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

مينا جورج

يارب اجعل السنه الجديده سنه خير وحب وسلام لكل المصريين

عدد الردود 0

بواسطة:

.حد عرف حل الفزوره....؟؟

ها ..حذر فذر

عدد الردود 0

بواسطة:

بلانة

فين المقال ده من مقال نادر بكار؟؟؟؟؟

والله أستاذ يا بكار

عدد الردود 0

بواسطة:

كمال الشامي

أمي ........... ( مصــــــــــــــــــــر )

عدد الردود 0

بواسطة:

علاء العدل

من هي

عدد الردود 0

بواسطة:

ghada

كلمات

هى كلمات شديدة الرقى والسمو

عدد الردود 0

بواسطة:

هانى المصرى

نداء الى كل المصريين

عدد الردود 0

بواسطة:

قلب الاسد

نحن لن نستسلم ننتصر او نموت

عدد الردود 0

بواسطة:

z-yahya

هاقول لزوجتك

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد جلال لاشين

" وطنى " فى عقلى ووجداني بقلم حبيبي د.مصطفى النجار

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة