أكرم القصاص

سماوات مفتوحة وأدمغة «مقفولة»

الجمعة، 09 سبتمبر 2011 08:13 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نحن فى عصر السماوات المفتوحة والمعلومات الممتدة ولم تعد الصحف والتليفزيونات وحدها أدوات الإعلام، بل هناك الفضاء الإلكترونى الأسرع والأكثر انتشاراً وقدرة على اختراق الحواجز، الدنيا تغيرت تماماً، بالتالى فإن أى محاولة لمحاصرة المعرفة بالإجراءات الإدارية مصيرها الفشل، وتكشف عن عقليات لم تستوعب أن هناك نظاماً سقط لأنه تصور أنه وحده الذى يعرف، واتضح أنه لم يكن يدرك أنه يلف حبال الجهل حول عنقه.. نقصد نظام مبارك ومعه أنظمة التسلط المزمنة.

نقول هذا بمناسبة قرار الحكومة ووزارة الإعلام بوقف منح التراخيص للقنوات الفضائية الجديدة، يضاف إليه حالة من الحجب الإعلامى للمعلومات، وحظر النشر فى الكثير من القضايا، وهى قرارات يتعامل متخذوها مع المواطنين على أنهم غير راشدين كفاية لمعرفة ما يجرى حولهم وما يدور فى مطابخ السياسة والإدارة، مع أن المواطن هو المعنى بالقرارات، وهو الذى يدفع ثمنها.

لا نعلم ما هى الفائدة التى تعود على مصر من جراء حظر الفضائيات أو منع إصدار الصحف غير المزيد من التعتيم، وكأننا لم تكفنا عقود كانت فيها أخطر القرارات تتخذ بشكل فردى، ويتم فيها التعامل على أنها إلهام ينزل على الأفراد، بينما هم بشر يأكلون من نفس الطعام ويعيشون فى نفس الأجواء، وقابلون للخطأ والصواب.

والنتيجة ما اكتشفناه من شبكات فساد رجال المال والسلطة، جرى خلالها تزوير الانتخابات وضم المحافظات وتغيير الدوائر الانتخابية، وتوزيع الأراضى والفرص الاستثمارية، وتوارث الوظائف المهمة بين الكبار، فى القضاء والشرطة والدبلوماسية والبنوك، واستبعاد الشعب المصرى وأبنائه من المعادلة تماماً.. كل هذا كان يتم بدعوى حماية الأمن القومى، بينما الأمن منتهك بكل الصور.

وإذا كان لدى وزير الإعلام أو المجلس العسكرى أدلة على تورط جهات خارجية فى تمويل مشروعات إعلامية أو وجود مال فاسد أو قذر يفترض أن يتم وضع قواعد تحكم الجميع، مثلما هو حادث فى العالم كله، وأن تلجأ الدولة إلى القضاء ليكون له وحده حق المنع والإباحة، حتى لا يدخل الأمر فى إطار الفوضى التى تحاصر الإعلام الحقيقى وتبيح الإعلام التافه، والمشاهد فى النهاية له حرية الفرجة من عدمه، وهو الذى يدعم أو يحرم المنتجات الإعلامية.

لقد كانت وزارة الإعلام فى نظام مبارك ترفع راية الأمن القومى وحماية الآداب العامة، بينما تمارس أعلى درجات التعتيم، بل إنها فى ظل الحظر سمحت لأراجوزات النظام بامتلاك فضائيات وصحف، وكانت تمارس قمع وحصار الإعلام المعارض، بل وكان الإعلام الرسمى مكرسا للترويج للوريث، وكانت الصحافة والتليفزيون التى يمولها المواطن تمارس أعلى درجات الفساد والتجهيل والتواطؤ.

آن للأدمغة المقفولة أن تعيد التفكير، وتستوعب عصر السماوات المفتوحة قبل أن يعيدوا تجربة الاستبداد التى دمرت مؤسسات الدولة، وأنتجت شبكات الفساد والتواطؤ.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

اسامة الابشيهي

الحنين الى الماضي

عدد الردود 0

بواسطة:

جمال المتولى جمعة

الاعلام الهادف

عدد الردود 0

بواسطة:

عفاف عبد العليم

الي وزير الاعلام

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود الديب

مفيش فايدة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة