قررت الأمانة العامة لجائزة "المهاجر" العالمية فى الفكر والآداب والفنون فى أستراليا منح جائزتها للباحث المصرى فى جامعة القاهرة الدكتور عماد على عبد اللطيف على عن بحثه المقدم للجائزة "البلاغة الأبوية فى الخطاب السياسى العربى.. دراسة فى استعارة "كبير العائلة المصرية" فى خطب السادات"، اعترافاً بأحقية هذا البحث عن بقية البحوث المشاركة بها فى الجائزة، لكتابته العلمية الرصينة، المعتمدة على التجديد.
وذكرت الأمانة العامة فى حيثيات فوز عماد عبد اللطيف بالجائزة أنها جاءت نتيجة لقيمته على المستوى العلمى الأكاديمى الدولى، من خلال حضوره البارز محاضراً فطناً، وكاتباً رصيناً، وفائزاً فى أرقى المسابقات الدولية والعربية الخاصة بالنقد والبلاغة العربية".
درس البحث الفائز بالجائزة طرق تشكل استعارة "عائلة مصر"، والوظائف التى تسعى لإنجازها، وللكيفية التى تُنجَز بواسطتها هذه الوظائف، سعيًا لمحاولة فهم دور هذه الاستعارة فى تشكيل بلاغة السادات الأبوية، وقد حاول البحث الإجابة عن الأسئلة الآتية: ما خصوصية استخدام استعارة "عائلة مصر" فى المجتمع المصرى؟ ما علة تنامى استخدام هذه الاستعارة فى الفترة الثانية من حكم "السادات"؟ وما الوظائف التى يُحتمل أنها تسعى لتحقيقها فى السياقات التى وردت فيها؟ كيف تُنجِز الاستعارة هذه الوظائف؟ من المستهدف باستعارة "عائلة مصر"؟ وما طبيعة استجابات المصريين الذين كانوا مستهدفين بها؟ وما البدائل التى يمكن أن تحل محلها؟ هل يمكن أن تكون استعارة "الأمة عائلة" منتِجة وخيرة فى أى مجتمع؟ بصياغة أخرى، ما المشكلة فى هذه الاستعارة؟ أليست أفضل من استعارة "الرئيس جلاد"؟ وما مصدر قوتها؟ وكيف يمكن مقاومتها؟
وللإجابة عن هذه الأسئلة استخدم البحث عدة إجراءات هى: أولاً، التعرف على طبيعة علاقات السلطة فى العائلة التقليدية فى الريف المصرى التى تُقدمها خطب السادات، بوصفها أساس "عائلة مصر" ونموذجها الذى يجب أن يُحتذى، مع التركيز على الممارسات الخطابية للسلطة الأبوية فى هذا النمط من العائلة؛ ثانيًا، دراسة تجليات استعارة "مصر عائلة" ووظائفها وآليات عملها؛ وثالثًا، تحديد سمات استعارة "مصر عائلة" فى البلاغة الأبوية للسادات؛ ورابعًا تحديد خصائص خطابه الأبوى، ودور استعارة "مصر عائلة" فى تشكيله؛ وخامسًا، دراسة بعض الاستجابات الفعلية التى قدمها المخاطَبون المستهدفون بالاستعارة، وسادسًا، محاولة صياغة بعض الاستعارات البديلة التى قد تواجهها. وقد طبقت هذه الإجراءات على مدونة ضخمة من خطب السادات فى الفترة من 1970 حتى 1981.