قال الروائى الدكتور يوسف زيدان، مدير مركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية، إن مفهوم الدولة الدينية "خرافة"؛ وذلك لأنه منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم، أيقنوا أنهم ليسوا ملوكا أو خالدين فى الحكم، وأنه لم يكن من بين الخلفاء الراشدين ناطق باسم السماء أو غير ذلك، بل كانوا جميعًا مجرد حكام للناس أن يطيعوهم أم يخرجوا عنهم، مستشهدًا بقول أبى بكر رضى الله أول خليفة للمسلمين "أما بعد أيها الناس فإنى قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينونى، وإن أسأت فقومونى...".
وأضاف زيدان، خلال صالونه الشهرى مساء أمس بساقية الصاوى، أنه على مر السنوات التى تباين فيها الحكام على مصر وحتى وقتنا هذا، لم يأت أحد يحكم باسم الدين، أو يظن أنه منفذ لتعاليم الله عز وجل على بشره، مشيرًا إلى أن الجماعات الإسلامية مع تنوعها واختلافها لم تنجح حتى الآن فى وضع رؤية واضحة للدولة الدينية التى يريدونها.
وأوضح زيدان أن ما يحدث الآن من قبل الجماعات الإسلامية لم يخرج عن إطار الشعور بالحرية فى ظل سنوات الكبت التى عانوا منها طوال عهد "عبد الناصر" و"السادات" و"مبارك"، ولكن سلوكهم فى أغلب الأوقات يثير علامات التعجب، خاصة عندما يتحدثون عن ضرورة تطبيق الشرعية الإسلامية، وكأننا لم نكن مسلمين طوال العقود الماضية، لذلك يمكن القول إنه ليس هناك وجود حقيقى للدولة الدينية طوال التاريخ.
وأكد "زيدان" على أن الحكم باسم الإله يجلب المزيد من الكوارث، والدليل على ذلك ما فعله القرامطة فى قطر والبحرين عندما قاموا بقتل الحجاج المسلمين، بزعم أنهم ينفذون ما أمر الله به، مضيفًا أن الجماعات الإسلامية "ناس طيبة" بعيدًا عن غزوة الصناديق.
وعن تحليله لما يحدث الآن قال "زيدان": ما يحدث بعد الثورة "لعب"، فجزء من مجريات الأمور يحدث بالصدفة، ولكن هناك جزءاً آخر يثير علامات تعجب كثيرة لا بد أن يتم الأخذ بها فى الاعتبار، منتقدا أداء بعض وسائل الإعلام والصحف مثل "الأهرام" قائلاً: "مؤخرا قامت بعض قوات الشرطة والجيش بإزالة التعديات الموجودة فى بعض المحافظات مثل الإسكندرية، وفوجئت فى اليوم التالى بالأهرام تكتب "مانشيت" انفجار المطالب الفئوية، وكأننا مغيبون أو لم نرَ ما حدث، ولا أعلم لصالح من أن يتم إشعال القضايا وتأجيجها بهذه الطريقة، ومنذ تلك اللحظة قررت مع نفسى ألا أقرأ تلك الجريدة "الأهرام" مرة أخرى.
وأضاف زيدان أن الشرطة منذ عام 1997 وحتى الآن اكتسبت كراهية معظم الشعب المصرى، وأصبح هناك شبه إجماع على أن هذا الجهاز فاسد، لذلك من الطبيعى أن نجد نفوس رجاله الآن "مكسورة" يشعرون دائما بالألم يحاول استعادة التوازن مرة أخرى، ولكن قبل كل شىء علينا أن ندرك أن الجهاز لم يكن بأكلمه فاسدًا لأنه ليس هناك شىء فاسد بنسبة 100%.
وانتقد زيدان ما حدث فى الاستاد عقب مباراة الأهلى الأخيرة يوم 6 سبتمبر الماضى قائلا: ما حدث فى الاستاد يثير علامات تعجب طوال الوقت، فما المبرر أن يقوم بعض الأفراد بحرق عربات الشرطة ألا يعلمون أنها ليست ملكًا لحبيب العادلى، وأنها من أموال الشعب، وسندفع المزيد فى الفترة المقبلة لتجديدها مرة أخرى.