الآن وبعد ثورة 25 يناير لا بد يا سادة أن نعيد تقييم أنفسنا تقييماً شاملاً غير منقوص، فالأحرى بنا جميعاً أن يتدبر كل منا ما له وما عليه، وما يمكنه تقديمه، وطبيعة دوره، أما أن تختلط الأمور لدرجة تؤدى إلى حتى المساس بروعة المشهد وجلاله فهذا هو المرفوض قطعاً، تعددت الحركات والائتلافات والأحزاب لدرجة تستعصى على الفهم، وذلك بالنسبة للمواطن المصرى حتى غير العادى من حيث الثقافة والانخراط فى العمل العام والسياسى منه بالذات، أستطيع أن أتحدى أن يوجد بمصر من يذكر لى أسماء الأحزاب السياسية التى تمت الموافقة عليها بعد الثورة والأخرى التى فى الطريق، وكأن المصريين جميعاً تحولوا إلى ساسة، وأنوه أنه لا يعنى هذا الانتقاص من قدرهم فليست ممارسة العمل السياسى سواء بالاشتراك فى الأحزاب وغير ذلك مرادفاً للوطنية، فقد يكون الفلاح فى أرضه أفضل والطبيب فى عيادته يؤدى الدور الأهم، وكذلك شتى المجالات.
وعلى جانب آخر كم مرشحاً للرئاسة حتى الآن؟! العدد وافر بلا شك أرى وبحق أننا استبدلنا ديكتاتورية الفرد بفوضى الجماعة، وكأننا لسنا على قدر المسئولية وهو الأخطر، فالإنسان المسئول دوماً هو الذى يقدر دوره حق تقديره دون مزايدة، فلا يمكن لإنسان قط أن يزايد على وطنية غيره، ولكن الواجب والتى تفرضه موجبات الوطنية أن يقدم المواطن لوطنه ما يمكنه تقديمه بحيث تعم الفائدة على الجميع، أما أن يبحث المواطن عن دور لا يمكنه بأى حال من الأحوال أن يقدم فيه شىء حتى لنفسه أو لغيره فهذه هى المصيبة، فلا يجب أن تقتصر المسألة على حب الظهور والشهرة والتواجد فى البرامج والمؤتمرات والظهور على شاشات التليفزيون والحديث عن برامج كرتونية معدة بواسطة متخصصين فى الصياغة لا أكثر فلا يمكن بأى حال من الأحوال أن نفهم أن كل مرشح من المرشحين يستطيع أن ينقل مصر إلى مصاف الدول العظمى بضغطة ذر فهذه سطحية لاشك فى ذلك، والعجيب أن كافة المرشحين عندهم الحلول لكل شىء، فهل هذا دليل يا ترى على تفاهة المشكلة أم على عبقرية المرشح؟!
فهل يمكن إذا ما تطاولنا فى الأمر أن نجد من يظهر علينا معلناً أنه "زعيم تحت الطلب" هو زعيم قادر على حل المشكلة قبل أن توجد، زعيم قادر على أن يقودنا وكافة الشعوب وهو نائم، زعيم بيشتغل بالكهرباء والبنزين وبالطاقة الشمسية، زعيم طويل وقصير فى نفس الوقت، زعيم قادر على أن يصعد بنا للقمر والشمس بس نطلب إنه حقاً الزعيم المناسب.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الولد الشقى
لم يظهر حتى الان