انتشر فى الآونة الأخيرة ظاهرة المسلسلات الإيرانية، والتى تتناول قصص الأنبياء عن سيدنا يوسف عليه السلام والسيدة مريم عليها السلام وكان يخالجنى الشعور بالاستفزاز وخاصةٍ عندما كنت أجد هذا الانجذاب الهائل من قبل الرأى العام بصفة عامة وأشخاص أعرفهم بصفة خاصة وكنت دائماً أحاول جاهدة أن أقنعهم بوجهة نظرى وأن هذا العمل بمشاهدتنا له يزيد من إقامة مسلسلات أخرى على نفس النهج، ولكن إذا امتنعنا عنه فسوف يقلل الإعلانات عليه، وبالتالى سيبتعدون عن إنتاج هذه النوعية من المسلسلات.
فمن هم لكى يجسدوا الأنبياء، فالأنبياء لهم مكانة ومنزلة خاصة فلا أحد يقوم بدورهم لأن الله اصطفى الأنبياء، حيث قال الله تعالى فى سورة آل عمران (إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيم) فمن يقوم بتجسيد سيدنا يوسف عليه السلام
والسيدة مريم التى اصطفاها الله سبحانه وتعالى وجاء ذلك فى قوله (وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ)
وإذ كنا جمعياً نطالب بالحرية ويريد كل منا أن يعبر عن معتقداته ومبادئه بدون قيود، ولكن هناك حاجات خاصة لايمكن التعدى عليها أو حتى الاقتراب منها فكيف نرى مثلا مسلسلا مثل الحسن والحسين على قنواتنا الفضائية المصرية؟ هل هذه هى الحرية التى تنادى بها هذه القنوات؟ فإذا كانت الحرية أن نقول لا لأى شىء تطالب به أى مؤسسة فى الدولة فنحن نرفض هذه الحرية، وخاصةٍ أن هذا المسلسل يخص أهل بيت النبى وهم أحفاد النبى صلى الله عليه وسلم والذى قال عنهم:
(مَنْ أَحَبَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ فَقَدْ أَحَبَّنِى وَمَنْ أَبْغَضَهُمَا فَقَدْ أَبْغَضَنِى)، وهم أيضاً سيدا شباب أهل الجنة.
فهنا سؤال لابد أن يطرح هل هذه الحرية التى نطالب بها؟!! فإذا كنا نقف ضد أى فساد فإن هذه النوعية من المسلسلات يجب أيضاً الوقوف ضدها لأننا نخشى فى يوم من الأيام أن نستيقظ نجد أن رسولنا المصطفى صلى الله عليه وسلم قاموا بتجسيده على الشاشات، لابد أن نتصدى لهذه المسلسلات لا لمتابعتها حتى يمتنعوا عن إنتاج مثل هذه النوعية من المسلسلات التى تتعامل مع الدين على أنه سلعة.
