بدأ "برنامج حماية القلب" بكلية الطب جامعه عين شمس فى استقبال مرضى الشرايين التاجية.
وإذا تساءلنا لماذا تهتم الدول فى الخارج بتقديم الإرشادات الوقائية والتأهيلية نجد أنه من الناحية الاقتصادية فالتوعية بسبل الوقاية توفر الملايين من الأموال التى كانت ستذهب للمستشفيات والأسرة والأدوية مدى الحياة، بالإضافة إلى فقدان مساهمة الشخص المريض كفرد إيجابى فعال فى المجتمع، كما أن الإرشاد والدعم، فالمريض يملك زمام التحكم فى الكثير من الأمور والعوامل التى تؤثر على مجرى المرض، ولذا فإن فهم المريض لطبيعة المرض ولماذا حدث يحول المريض إلى طرف إيجابى فى إدارة عملية العلاج.
ومن الناحية الأخلاقية فإن التوعية ليست ترفا كما أن تقديم الدعم النفسى والمشورة ليست هبة ولا عطية ولا تستحق الثناء بل هى حق مكفول لكل مريض فقسم الطبيب يبرز ضرورة أن "نصُونَ حياة الإنسان فى كافّةِ أحوالها وأن نبذل ما فى وسْعِنا لاستنقاذها من الهَلاكِ والمرَضِ والألَم والقَلق".. أى أن التوعية حق للمريض مثله مثل أى فحص أو علاج أو عملية جراحية أو تداخلية.
وفى الخارج وبعد أن يصاب بالأزمة القلبية يتم إدراجه تلقائيا فى برنامج تأهيلى تحت إشراف طبى لمساعدة مرضى القلب التعافى بسرعة وتحسين الأداء بشكل عام من الناحية البدنية والعقلية والاجتماعية يهدف لتحقيق الاستقرار، وإبطاء أو حتى عكس تطور مرض القلب والأوعية الدموية، مما يقلل من خطر مضاعفات أمراض القلب و الوفاة ويسهم فى إعادته فردا منتجا فى المجتمع.. صحيا ونفسيا .
وتتضمن تلك البرامج تقديم المشورة للمريض حتى يمكن فهم وإدارة عملية المرض تقديم المشورة بشأن التغذية ومساعدة المريض تعديل عوامل الخطر مثل ارتفاع ضغط الدم والتدخين وارتفاع الكولسترول فى الدم والخمول البدنى والسمنة ومرض السكرى.
كما يتضمن توفير التوجيه المهنى لتمكين المريض للعودة إلى العمل وتقديم المعلومات على القيود المادية بالإضافة إلى تقديم الدعم النفسى والمشورة بشأن الاستخدام الملائم للأدوية الموصوفة.
وفى بلدنا وفى هذه الظروف قد يطول الوقت أو يقصر قبل أن تؤسس الدولة برنامجا لتأهيل مرضى القلب وقبل أن يمتد ليشمل كل المرضى بالمجان وقبل أن يرعى الكبار والصغار، وفى انتظارنا حتى تسن تلك القوانين قد نفقد الأرواح من الأهل والأحباب.
ولذلك فقد بدأنا فى كليه الطب بجامعة عين شمس بأنفسنا .
إن المريض هو- ببساطة- الإنسان فى أضعف صوره ودعمه يمثل العطاء الإنسانى ومساعدته على أن يتفهم حالته ويتعايش معها هو اجتياز للمحنة واجب على كل ذى بصيرة.
وحين سئل أحد مرضى القلب فى بريطانيا بعدما أصيب بجلطة القلب وبعد إدراجه فى برنامج إعادة التأهيل – عن رأيه وخبرته فى تلك التجربة، فأجاب: "لم أكن وحدى، لقد أحسست أن هناك من يمسك بيدى وأنا أسير فى الظلام – وأشعر أننى الآن فى أفضل حالاتى - أفضل بكثير - حتى قبل أن أصاب بالأزمة".
عدد الردود 0
بواسطة:
بسمه بمجت
أروووووووووووح فييييييين