أحمد مصطفى الغـر يكتب: رسالة إلى الله

الأربعاء، 07 سبتمبر 2011 04:56 م
أحمد مصطفى الغـر يكتب: رسالة إلى الله صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ربما كان القدر قد خطط له أن يكون فى مكان الجريمة بعد لحظات من وقوعها، وربما لسوء حظه كان مجىء رجال الشرطة وهو مازال فى مسرح الجريمة.. بصماته فى كل مكان، فقد حاول أن ينقذ القتيل قبل وصول الشرطة بلحظات، لكن المجنى عليه فارق الحياة حتى قبل أن يفكر الرجل كيف سيساعده،وإلى أى مكان سينقله ؟! يبدو أن القاتل قد هيأ مسرح الجريمة كى يسقط أول شخص يصل الى المكان، ومسح آثار بصماته، ورتّب لوقت وصول الشرطة، فكان الشرك الذى أعده محكم التخطيط والتنفيذ.

مرت الأيام واستمرت التحقيقات يوماً تلو الآخر، يؤكد الرجل فى كل يوم أنه برىء من تهمة القتل وان مروره من المكان كان من قبيل المصادفة، لكن ثبوت بعض الأدلة المفتعلة عليه جعل من براءته أمراً مستحيلاً، طول فترة التحقيقات التى استمرت لأيام كثيرة جعله يفقد الأمل شيئاً فشيئاً فى أن يرى نور الحرية والعدالة، حاول الرجل أن يشرح موقفه ويؤكد براءته لقاضى المحكمة، لكنها تلك الأدلة المصطنعة الملعونة تعاود فى الظهور مرة أخرى لتضعف من موقف الرجل وتثبت إدانته! أصدر قاضى الدنيا حكمه على الرجل بأن تزهق روحه شنقاً، فإنهار البرئ داخل قفصه الحديدى البغيض، ربما كان القاتل الحقيقى فى هذه الأثناء يمرح ويتسكع معتقداً أن حريته لن يسلبها منه أحد، وأن حياته خالدة الى الأبد، لا يعرف أن كل مجرم سيتألم من كل جريمة ارتكبها ولو بعد حين، وأن قاضى الآخرة سيكون أكثر عدلاً وإنصافاً من قاضى الدنيا، كما أن عقابه سيكون أقسى وأشد.

فى آخر أيام الرجل فى الدنيا، وهو فى طريقه الى غرفة الإعدام، طلب من شانقيه أن يعطوه ورقة وقلم كى يكتب خطاباً.. لقد كان الخطاب هو آخر ما يتمناه قبل الموت، كتب الرجل بعض الكلمات ثم طوى الورقة وكتب العنوان عليها، نُفْذَ الحكم، وفارق الرجل الدنيا، تلك الدنيا المظلمة التى غابت عنها العدالة فى أشد حاجته إليها، وغابت العدالة تماماً مثلما غابت الحرية والإنسانية، وانتشر بدلاً منها: الفساد والظلم والوحشية.

حاولوا فيما بعد إرسال الخطاب لكنهم فشلوا فى ذلك، فالعنوان غير مدرج ضمن قوائهم البريدية.. وبعد جدال طويل ونقاش حاد استقروا على أن يضعوا ذلك الخطاب مع الرجل فى قبره لعله يصل ذات يوم الى العنوان المقصود.. لقد كان العنوان: (رسالة إلى الله)!.





مشاركة




التعليقات 8

عدد الردود 0

بواسطة:

gehanhany

شاءت الاقدار

عدد الردود 0

بواسطة:

مجدي

رحمة من ربك

عدد الردود 0

بواسطة:

خايف

يانهار أسود

عدد الردود 0

بواسطة:

شوقي المدني

لايجوز

عدد الردود 0

بواسطة:

nody

تعرف !

عدد الردود 0

بواسطة:

كاتب القصة

الى التعليق رقم 3

عدد الردود 0

بواسطة:

كاتب القصة

الى التعليق رقم 4

عدد الردود 0

بواسطة:

medhat kamal soliman

محتوي جميل يعيننا علي احتمال محاكمة المخلوع

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة