اتخذت عدد من القوى والأحزاب السياسية التلويح بمقاطعة الانتخابات البرلمانية القادمة بسبب الاعتراض على قانون مجلسى الشعب والشورى الذى أصدره المجلس الأعلى للقوات المسلحة وسيلة لتجميل وجهها أمام الرأى العام، إلا أن وراء تلك التهديدات التى تقوم بها الأحزاب وتحالفاتها، وجها آخر تستعد من خلاله تلك الأحزاب تجهيز قوائم مرشحيها الانتخابية مهما كانت نتائج تلك "المهاترات"، كما وصفها بعض الخبراء السياسيين، خاصة بعد أن أكد سامح عاشور، رئيس الحزب الناصرى، استعاده حزبه خوض الانتخابات فى معظم الدوائر الانتخابية بما يزيد عن 200 مرشح.
جاء تأكيد عاشور بخوض الانتخابات فى تجاهل واضح لمصير التعديلات التى طرحها التحالف التابع له وهو "التحالف الديمقراطى" إلى المجلس العكسرى للنظر بها من أجل إجراء تغيير على مواد قانون مجلسى الشعب والشورى، بعد تأكيده بأن "التحالف الديمقراطى" لم يحدد بعد قائمته لخوض الانتخابات رغم إعلان الدوائر الانتخابية التى سيخوض بها الشعب المصرى الانتخابات، وهو الأمر يسير على نهجه أيضا حزب الوفد، حيث أكد النائب السابق علاء عبد المنعم، القيادى بالحزب، مدى استعداد الوفد لخوض تلك الانتخابات رغم مطالباته للدكتور السيد البدوى، رئيس الحزب لمقاطعه تلك الانتخابات بشكل فعلى رد فعل حقيقى لتجاهل المجلس العسكرى مواقف القوى السياسية، واصفا موقف الوفد من الانتخابات بأنه "عبد الفتاح القصرى فى فيلم حميدو "هتنزل المرة دى".
لم يختلف موقف حزب مصر الديمقراطى الاجتماعى عن الحزب الناصرى بعد أن قال أبو الغار إن الحزب يسعى كل ما فى جهده من أجل خوض الانتخابات من خلال وضع قوائم لمرشحى الحزب، سواء من خلال خوض الحزب قائمة بمفرده أو داخل تحالف "الكتلة المصرية".
ورفض أبو الغار ما يقال عن سيطرة فلول الحزب الوطنى على البرلمان المقبل، موضحاً أن الشعب يختار ممثليه ولن يختار من أفسدوا الحياة السياسية مرة أخرى، مؤكدا أن الحكم فى الانتخابات المقبلة سيكون مناصفة بين الشعب والقانون.
ورفض أبو الغار أن يتم رفع شعارات دينية أو استخدام الرشوة فى مقابل الحصول على المقعد وما كان يجرى فى النظام السابق، وقيام المرشحين بالاستيلاء على صناديق الانتخاب والحصول على مزيد من الأصوات، فيما رحب حزب الإصلاح والنهضة ذا المرجعية الإسلامية بفتح باب الترشح للانتخابات البرلمانية يوم 27 سبتمبر الحالى، والذى يتزامن مع التحضير لإصدار مرسوم بقانون لتنظيم الدوائر الانتخابية.
وقال المتحدث الرسمى باسم حزب الإصلاح والنهضة عصام زيدان إن فتح باب الترشح يعد الخطوة الأولى لاستعادة الحياة السياسية لطبيعتها المدنية فى مصر، مثمنا الدور الذى يقوم به المجلس العسكرى والتزامه بما سبق ووعد به من تسليم البلاد لإدارة مدنية تفرزها انتخابات حرة ونزيهة.
وكشف زيدان لـ"اليوم السابع" عن اتخاذ الحزب قرار بالنضمام إلى "التحالف الديمقراطى" التابع لحزبى الوفد والحرية والعدالة، بهدف خوض الانتخابات تحت مظلة التحالف، مؤكدا أن الحزب قد استعد بالفعل لخوض المعركة الانتخابية البرلمانية لخوض الانتخابات على 5 محافظات وهى القاهرة والإسكندرية والبحيرة وأسيوط وكفر الشيخ، رافضا الإفصاح عن عدد المرشحين الذين سيخوض فى تلك المحافظات لحين الاستقرار عليهم.
وأشار زيدان إلى أن الداعين لتأجيل الانتخابات والمتخوفين منها هم الذين يدركون جيدا توجهات الشارع المصري, وإنهم لا يحظون بوجود بين الناخبين, كونهم انعزلوا فى أبراج عالية وحسبوا أن السياسية ما هى إلا أحاديث من وراء شاشات الفضائيات، ولفت إلى أن هذه الانتخابات ستفرز القوى الحقيقة التى يثق فيه الناخب المصرى ، مشددا على ضرورة ان تستعد كافة القوى السياسية لخوض التجربة لإثبات قدرتها وامكانياتها على ارض الواقع.
وحذر عصام زيدان من تسلل فلول الحزب الوطنى والمحسوبين على النظام السابق إلى البرلمان المقبل، معولا على وعى الناخبين لكشف هذه الشخصيات التى أفسدت الحياة السياسية فى مصر على مدار عقود طويلة وتسعى مجددا للالتفاف حول الثورة واجهاضها بالتسلل إلى المؤسسات السياسية المنتخبة.
التحالفات الحزبية تهدد بمقاطعة الانتخابات فى العلن وأحزابها تستعد لخوضها فى الخفاء.. الوفد والناصرى ومصر الديمقراطى والإصلاح والنهضة تعد قوائم المرشحين وتحشد الأعضاء بالمحافظات
الثلاثاء، 06 سبتمبر 2011 12:49 م