كشفت صحيفة معاريف، فى صدر صفحتها الأولى، فى عددها الصادر صباح اليوم"الاثنين"، عن مكالمة هاتفية جرت مؤخراً بين رئيس الوزراء الإسرائيلى، "بنيامين نتنياهو"، مع رئيس المجلس العسكرى الحاكم فى مصر المشير "محمد حسين طنطاوى".
وقالت الصحيفة الإسرائيلية، إن تلك المكالمة الهاتفية هى الأولى التى يجريها المسئولان منذ وقوع العمليات الأخيرة التى حدثت بمدينة إيلات نهاية شهر أغسطس الماضى.
وأضافت "معاريف"، أنه فرضت عملية تكتيم على المكالمة الهاتفية، خاصة فى ظل الرأى العام المصرى المعادى لإسرائيل، والمطالبة المتزايدة من جانب الشارع المصرى بطرد السفير الإسرائيلى، وقطع جميع العلاقات بين القاهرة وتل أبيب.
وعن تفاصيل المكالمة بين نتنياهو وطنطاوى، قالت الصحيفة العبرية، إنها دارت حول الأوضاع الأمنية على الحدود الإسرائيلية المصرية، وعلى الحدود الفاصلة بين مصر وقطاع غزة، فى ظل التقارير التى تفيد بتسلل مجموعات مسلحة مرة أخرى من قطاع غزة إلى سيناء، كما أنهما ناقشا إمكانية تعديل اتفاقية "كامب ديفيد" فيما يخص تواجد قوات عسكرية إضافية بسيناء.
وزعمت معاريف أن كلا من نتنياهو وطنطاوى اتفقا على تعزيز التعاون الأمنى على الحدود ومحاربة العناصر المسلحة المتطرفة، على حد قولها.
وقال "إيلى برانشتين"، محرر الصحيفة، الذى كتب الخبر، إن المحادثة اتسمت بالسرية، وإنهما تناولا الوضع الأمنى على الحدود الإسرائيلية المصرية، وكذلك العمليات العسكرية التى يشنها الجيش المصرى لضرب مواقع الجماعات المسلحة داخل سيناء.
وأشار إلى أنه قد أجرت مصر فى الأسابيع الأخيرة حملة واسعة لاستعادة سيطرتها على سيناء، وإنها منعت مئات الأنفاق بين قطاع غزة وسيناء من العمل بعد سدها وتفجيرها، مضيفا أن كلا من نتنياهو وطنطاوى ناقشا أيضا التعديلات المتوقعة بالملحق العسكرى المرفق باتفاق السلام بين البلدين فى "كامب ديفيد" عام 1979.
وكشف "برانشتين" أن ما انفردت به معاريف منذ عدة أيام بأن السبب وراء منع هجوم إسرائيلى واسع على قطاع غزة عقب عمليات إيلات هو إجراء اتصالات مكثفة وطلب محدد من أعلى مستوى فى مصر للمسئولين الإسرائيليين كان صحيحا، وتم تناوله أيضا خلال مكالمة نتنياهو والمشير طنطاوى، مؤكداً أن تل أبيب منعت شن الهجوم الكبير على غزة، خوفاً من تدهور علاقتها مع مصر.
وكشفت معاريف أن مصر تواصل الحفاظ على اتفاقية السلام، وهذا تم التأكيد عليه خلال المحادثة بين نتنياهو وطنطاوى، مؤكدة أن القاهرة تؤكد على الحفاظ على "كامب ديفيد"، بالرغم من التوتر الذى حدث مؤخرا بين البلدين، بعد أن قتل الجيش الإسرائيلى 3 من رجال الشرطة المصرية أثناء مطاردتهم المسلحين الذين نفذوا عمليات إيلات بطريق 12 المحاذى للحدود المصرية، وبالرغم أيضا من اندلاع مظاهرات ضخمة ضد السفارة الإسرائيلية فى القاهرة، وإنزال العلم الإسرائيلى من أعلى مبنى السفارة، ومطالبة الرأى العام المصرى بطرد السفير الإسرائيلى من البلاد.
وأضافت معاريف، أن العلاقات بين البلدين متواصلة، ولكنها فى الوقت نفسه معقدة، وتتم سواء فى السر أو الخفاء، وأن القاهرة مصممة على الحفاظ على معاهدة السلام مع إسرائيل، بالرغم من أن الرأى العام المصرى كله معادٍ لإسرائيل.
ونقلت الصحيفة العبرية عن مصادر دبلوماسية إسرائيلية رفيعة قولها، تعقيبا على المحادثة الهاتفية بين نتنياهو وطنطاوى قولهما، إن السياسات الإسرائيلية مع مصر لم تتغير، وإن تل أبيب تخشى من العواقب التى قد تتخذها القاهرة عقب القرار التركى بطرد السفير الإسرائيلى ووقف التعاون بين البلدين.
"معاريف" تكشف مكالمة هاتفية بين نتنياهو وطنطاوى لتعديل "كامب ديفيد" وضبط الحدود.. ومصادر إسرائيلية للصحيفة: المكالمة جاءت فى وقتها عقب إعلان تركيا طرد سفير تل أبيب
الإثنين، 05 سبتمبر 2011 01:07 م
صورة الخبر من صحيفة معاريف