منذ أيام شاهدت مصر حدثا يعتبر الأول من نوعه عندما تابعنا على شاشات الفضائيات شاب يتسلق العمارة الموجودة بها السفارة الإسرائيلية فى طيات الظلام حتى قام بإنزال العلم الإسرائيلى ورفع العلم المصرى بدلا منه.
فلا أخفى عليكم أمرا فقد أحسست بعبور ثان على إسرائيل عندما رأيت العلم المصرى يرفرف على السفارة وتبين لى أمرا فى غاية الأهمية هو مهما طال الزمن بالشعب المصرى سيظل نقى المعدن وصافى المنبع لا يتآكله الصدأ ولا يعفى عليه الدهر.
ولكن لابد من أن نعلم نتائج هذا الحدث على المستوى الرسمى للدولة كان من الممكن أن تحدث أزمة دبلوماسية بين البلدين، وتتوتر العلاقات التى من شأنها الوصول إلى حافة الحرب مرة أخرى.
وفى اعتقادى أن هذا العمل قد أعاق المساعى فى مراجعة اتفاقية كامب ديفيد التى من شأنها زيادة أعداد القوات المسلحة فى سيناء بشكل يؤكد السيادة المصرية على أرضها، وتكون قادرة على تأمين كامل الحدود من أى تنظيمات مجهولة تريد العبث بأمن البلاد، وآخر التصريحات الصادرة من وزير الدفاع الإسرائيلى أنه قال لن نسمح بزيادة القوات المصرية فى سيناء ذلك على مستوى الدولة، أما على المستوى الدبلوماسى فقد احتجت إسرائيل على هذه الواقعة لأنها انتهاك لاتفاقية جنيف المنظمة للعمل الدبلوماسى، وسيادة السفارات بين الدول، وذلك بطبيعة الحال فقد أثر فى المستقبل على طلب مصر لتعديل اتفاقية السلام الموقعة بين البلدين.
أما المستوى الشعبى فقد كان الشعب المصرى مهتم بالاحتفاء بالمواطن المصرى أحمد الشحات من خلال عقد المؤتمرات الصحفية والتليفزيونية وتم تكريمه من القيادات المعنية بالمحافظة ومن رئيس الوزراء، وإذا فجأة تظهر شخصية أخرى تخطف الأضواء ويتحول اهتمام الشعب المصرى إلى اتجاه آخر وهو من أنزل العلم؟ هل هو أحمد الشحات أم الشخصية الأخرى مصطفى كامل، بعدما كان اهتمام الشعب متركزا فى محورين، الدستور أولا، أم بعد الانتخابات والمبادئ فوق الدستورية، بات منصبا على من أنزل العلم، ومن رفعه مع كل التقدير والاحترام للعمل البطولى، ولكن هناك من المشاكل والموضوعات الأهم التى لها الأولوية القصوى على سيبل المثال لا الحصر، الاقتصاد المتدهور وقطاع السياحة الذى تأثر بالتصريحات الأخيرة لبعض القيادات الدينية وقطاع الأوراق المالية الذى يفقد بصوره تكون يوميه ملايين الجنيهات.
فهل نحن شعب يسهل إلهاءه عن القضايا الحقيقية التى تفيد الوطن أم نحن نريد أن ننسى ما نحن فيه فإذا كنا يسهل إلهاؤنا فتلك مصيبة، ويجب علينا أن نعى ما يدور حولنا، وإن كنا نريد أن ننسى فتلك المصيبة أعظم لأننا بذلك نكون قد أعلنا أننا لا نريد بناء الوطن من خلال العمل والإنتاج الذى هو العمود الفقرى للدولة المتقدمة فى اقتصادها والقوية بأبنائها.
مصطفى محمد أبوزيد يكتب: إنزال العلم.. بين الاحتفاء والاحتقان
الإثنين، 05 سبتمبر 2011 10:48 م
أحمد الشحات
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
سالم مرسى
كلام جميل
عدد الردود 0
بواسطة:
Guest
الاعلام هو سبب كل الكوارث